بعيدا عن كل الملاحظات السلبية والمناظر المؤذية التي حفل بها دوري الكرة هذا الموسم، وهو إمتداد طبيعي لمواسم سابقة، لكنها تبقى ملاحظات ومناظر ما كنا نتمنى حضورها في أطول مسابقة كروية، بل وأكثر مسابقات الكرة في العالم صعوبة وقسوة، فإن ما نتوقع حضوره هو اعلان صريح وقاطع من اتحاد الكرة بعد الختام يعلن فيه، على رؤوس الاشهاد، إغلاق ملف الدوري بكل ما احتواه من تفاصيل متعلقة بأسلوبه ونظام مبارياته وعدد فرقه، طالما أن الاخوة في اتحاد اللعبة أكدوا، مرارا وتكرارا، قبيل الانتخابات وبعدها، أنهم يريدون اصلاح المنظومة الكروية المتهالكة وإحداث التغيير الجذري المطلوب في العديد من حلقات ومفاصل اللعبة المترهلة والمتعبة، والتي تمثل مسابقة الدوري حلقتها الأهم وهمها الأكبر، على اعتبار أن تلك المسابقة هي واجهة الكرة وعنوان تقدمها وتطورها أو العكس.. ونأمل من اتحاد الكرة أن يبادر، وفور اغلاق الحسابات الختامية للمسابقة الممتازة، الى تقديم خلاصة رؤاه وعصارة تخطيطه لما هيأه للموسم الجديد من إنموذج لمسابقة الدوري بكل ما يحتويه من تفصيلات متعلقة بآلية الدوري ونظامه وتوقيتاته وعدد فرقه، بعد أن يكون اتحاد الكرة، وكما يجب، وليس كما يفترض، أنه وضع السلبيات والأضرار التي تولدت عن تجربة الموسم الحالي وما سبقه من مواسم في مسابقة الدوري في عين الاعتبار, وأشر الايجابيات والفوائد التي تنطوي عليها عملية التغيير الجذري في مسابقة الدوري، إلا ان المتوقع، كما يعتقد معارضو الاتحاد، ان شيئا من ذلك لن يحدث، بل نشاهد ونسمع تناقضات ومتناقضات في التصريحات التي أدلى بها أعضاء الاتحاد الذين، وكما هو مؤكد، لم يتفقوا ولم يتوافقوا حتى الآن على ما اتفقوا عليه قبيل الانتخابات، وما هو منتظر منهم من تغيير حقيقي في آلية واسلوب الدوري للموسم الجديد، وليس أن يخضع مصير أهم مفردة وأكبر بطولة مثبتة في المنهاج السنوي للاتحاد تحت رحمة الاجتهادات وتباين وجهات النظر وتضارب الحسابات والمصالح، بل وتوضع القضية الأهم في سلم أولويات الاهتمام على كف المجهول، نتيجة غياب الاتفاق والوفاق والأندية لا تزال تبقى تنتظر الفرج كي تستطيع تكييف وتفصيل برامج فرقها الكروية للموسم الجديد وفقا لما يريد اتحاد الكرة تقديمه من أنموذج لشكل وأسلوب الدوري الجديد.. ولاشك ان هذا الغموض الذي يحيط بآلية الدوري القادم والذي نتمنى أن لا يركن ملفه على رف الانتظار، ولا نقول الاهمال، لا علاقة له بقضية المنتخب الوطني، وكأن لا وظيفة لإتحاد الكرة إلا تلك القضية في الوقت، الذي يجب ان تكون القضايا الأخرى الملحة والضرورية والتي لا تقل في أهميتها وتأثيراتها الحيوية عن قضية المنتخب كمسابقة الدوري الممتاز ودوري الدرجة الاولى ودوري الفئات العمرية، وبقية المنتخبات، والى غير ذلك من القضايا، مبسوطة على طاولة الدراسة واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، كي لا يمضي بنا الزمن ونحن واقفون على رصيف الانتظار .
نعم، المنتخب الوطني قضية مهمة وكبيرة، وتتطلب عناية فائقة واهتماما استثنائيا وتحشيدا للامكانيات، لكن هذه القضية يجب أن لا تكون كمسمار جحا، وان تكون عاملا في إهمال غيرها من المسائل والقضايا التي تدخل أساسا في خدمة قضية المنتخب نفسه على المدى القريب والبعيد، لأن التعاطي مع قضية المنتخب بمثل ذلك الاهتمام والحرص والدقة ما نتمناه، بل ويجب أن يكون حاضرا مع القضايا الكروية الأخرى، وفي المقدمة منها بالطبع قضية الدوري الممتاز .
السطر الأخير
* شيئان خيبا أملي : الصدق في القول والإخلاص في العمل.
|