الصحيح .. إنّ منهج أهل البيت (ع) هو العمل وفق التكليف الشرعي بملاحظة الظروف الموضوعية في الوقت الذي يعيش فيه كلّ إمام ...
فليس منهجُ أهل البيت (ع) - كما يظهر من سيرتهم وحديثهم - منهجَ الثورية ، كما يسوّق لذلك أصحاب المنصّات الشعاراتيّة !
وليس هو منهج الخنوع والخضوع كما قد يُتصوّر ..
بل هو منهج الحكمة واتخاذ المواقف بحسب ما تقتضيه الظروف الموضوعية لكلّ زمان .
لذلك ترى علياً أميرَ المؤمنين (ع) سالمَ أكثر من عقدين من الزمن مع سخطه على السلطة آنذاك ، وخاض حروباً ثلاثة في وقت تسنّمه الخلافة السياسية .
وترى الإمام الحسن (ع) هادنَ معاويةَ (لع) ولم يستمر بالحرب معه .
وترى الإمام الحسين (ع) قعد عن مناجزة بني أمية عقداً من الزمان ومن ثم جاهدهم حتى استشهد .
وترى الأئمة من ولد الحسين (ع) لم يقوموا بأي ثورة على الأمويين أو العباسيين الى غيبة الإمام المهدي (عج) سنة ٢٦١ للهجرة .
ولا يعني هذا إلا أنهم (ع) يسيرون وفق التكليف لا وفق الثورية التي كان يسير عليها بنو الإمام الحسن ( عليه السلام )
تلك الثورات التي عارضها أئمة أهل البيت (ع) !!!
وأما ثورة سيدنا زيد (ع) فإنّ موقف الأئمة (ع) منها هو إباحتها ( جوازها ) من دون دعم وهو (ع) مرضيٌ عندهم ، وهناك أخبارٌ عنها سلباً وإيجاباً ، إلا أنّ الراجح ما ذكرناه والله العالم .
إذاً نحن أمام منهجين ، منهج الزيدية ( الزيدية وليس زيداً ) والحسنية ، ومنهج المعصومين (ع) ، وما علينا إلا اتباع منهج أئمتنا ومنهم صاحب الذكرى مولاي أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) .
هذا المنهج الناصع الذي سارت عليه النجف الأشرف .. فحين ترى من المصلحة أن تسكت وتتخذ من التقيّة درعاً واقية تفعل ذلك ، وحين ترى من المصلحة أن تقوم بالسيف تفعل ذلك ، وفتوى الجهاد ليست ببعيدة .
لي صديقٌ من أفاضل النجف الأشرف وهو يمني الجنسية ، كان زيدياً ثم استبصر وعمره ١٧ عاماً ... سألته عن طرَفَي حرب اليمن ، فقال : بين التحالف السعودي الوهابي وبين الزيدية !
قلتُ : يقولون إنّهم أصبحوا إمامية ؟
قال : كذبوا !
أقول : أنا لستُ ضدّ التعاطف مع اليمنيين إنسانياً ، ولكن ضدّ أنْ ينتهج شبابُنا منهجهم الثوري المخالف لأهل البيت (ع) لأننا شيعةٌُ لأهل البيت (ع) ولسنا زيدية !
|