المتابعات الميدانية لتطورات ومجريات العدوان العسكري في الحديدة والساحل الغربي تشير الى تفوق المقاومة اليمنية المتمثلة بانصار الله واللجان الشعبية والجيش ، وانهيار قوى العدوان في الساحل الغربي ومحاصرتهم عند الساحل وعند مشارف المطار ، حيث وقعوا في كمين وكماشة محكمة صنعها المجاهدون بعد ان كبدوهم خسائر فادحة نتجت عن استهداف تجمعات العدو وقياداته بصاروخ توشكا والذي اسفر عن مقتل ما يقارب 40 قتيل وعشرات الجرحى وقتل قيادات عليا من العدو ،

لقد اجتمعت قوى العالم على محاربة اليمن ، وجمعت جمعها وكادت كيدها وجاؤا صفوفاً وحشوداً مختلفة الوانهم والسنتهم وعقيدتهم ولا يجمعهم جامع انساني ولا اخلاقي ولا اصول واعراف عربية ولا مروءة وغيرة وحمية وهم يحاربون شعب اعزل محاصر ، حرب اعلامية ونفسية وغير تقليدية وغير عادلة ، حرب سياسية واقتصادية وعسكرية استخدم فيها كل الوسائل والاسلحة المحرمة دولياً ، وبعد ان عجزت عن تحقيق اهدافها ، لجأوا الى الكذب والتزييف للحقائق واوهموا الرأي العام العالمي بانجازات وهمية اكثر منها حقيقية ،

الا ان الشعب اليمني الابي الصابر المجاهد ضرب لنا وللعالم والانسانية مثلاً اعلى وقدوة حسنة في الشجاعة والصبر والتحمل والايثار ، وقدم لنا صورة في ارادة الحياة لا ترقى اليها صورة ، وصنع وكتب تاريخاً جديداً لن يأتي مثله ولا بعده تاريخ ، واحدث اعجازاً عسكرياً فاق كل المعجزات العسكرية واثبت عبقرية استراتيجية جعلت خبراء الحرب وفنونها ومنظّري الاستراتيجية في طي الضمور والنسيان ،

كيف اصف شعباً هو اصل العروبة واصل المروءة واصل الشجاعة واصل الغيرة والحمية ، كيف اصف شعباً مختاراً لامره وقراره ومريداً للحياة لنفسه ولغيره ومنحازاً للحق حيث كان واهله ، كيف اصف شعبا ليس كمثله شعب في الصبر والايمان والايثار والتضحية والفداء ، كيف اصف شعباً علم الناس دروساً في العزة والكرامة والشرف والثبات على المبادئ ورفض الذلة والهوان والعار وتقديم المصالح على المبادئ والعيش على الارتزاق وبيع المواقف ، كيف اصف شعباً هو اصل الحضارة الانسانية والتاريخ والثقافة مقابل شعوب طارئة على التأريخ والجغرافية والثقافة والحضارة ، تعجز الكلمات وتحتار العقول عن بلوغ ذلك ،

نسأل الله ان يمن على الشعب اليمني الابي وقوى المقاومة من انصار الله واللجان والجيش بالنصر المؤزر والمظفر وفتح قريب ، وان يغنيهم الله عن الناس ويسدد رميتهم ويخذل عدوهم ويكسر شوكة دول العدوان ، ونسأل ان يثبت اقدامهم وينصرهم نصرا عزيزاً ويفتح لهم فتحاً مبيناً ، واوصي المجاهدين باليقظة والثبات والصبر وعدم التراخي والفتور بعد النصر ، والانتباه من فتح العدو جبهات متعددة او وهمية لتشتيت التركيز والانتباه في نفس الوقت والحذر من الخونة والمرتزقة فان اعدى اعدائكم هم المنافقون والخونة بين اظهركم ومن بينكم فاحذروهم ، وما النصر الا من عند الله