الثقافة الشعبية أو الشفاهي أو ثقافة المحكات وهي تلك اللغة الوسطية الملغمة بالحكايات والإشارات والأمثال والأشعار الشعبية المساعدة في عملية التوصيل كونها اقرب للفهم أو هي فهما متداولا سهلا وهذا ما جعل تلك الثقافة لها احتدام اجتماعي وسياسي لكونها متناقل سهل بين الأفراد وبين صراعاتهم .
وقد برز الشعر قديما وحديثا كونه اللغة المختزلة والأسهل في الحفظ والتداول وفي عصرنا هذا نجد أن اللغة الشعبية تحمل نموا سريع لهذا فهي تلقى رواجا اكبر من غيرها من الوسائل المتقدمة والمتطورة ، كون اللغة الشعبية تجد فيها التجدد والاختزال في معطيات مع الواقع وخصوصا أنها تنحصر في نشاطها بين أضلاع المثلث المحرم ( السياسة ، الدين ، الجنس ) فهو يطرح في الوسائل الاخرى بطريقة متعالية على المتلقي أو ملغمة بالألغاز وكون العقل الشرقي متسترا على دواخله دوما ( ازدواجي ) أي يظهر خلاف ما يبطن والعكس صحيح ، فهو يميل لإبقاء هذه الوسيلة حية حتى يومنا هذا كما أن السياسة كانت وما تزال دائما لصيقة بتلك الثقافة والأصح هي المحتكر والراعي الوحيد لها لهذا كانت المؤثر والمتأثر الأكثر فيها وبها ، مما نجدها متغيرة ومتحولة في النقد والمدح معا الى درجة أن كثير من مفرداتها انقرض فهي تحتاج الى التجدد أو هي في وجودها مجاورة ومغازلة للغة السياسية ، ومع هذا أخذت هذه اللغة لنفسها طابعا معرفيا منزويا يبتعد بعض الشيء عن السياسة لتبقى في حيويتها مروية على اللسن، ولا ننسى أن التطور اللغوي الشعبي استمد بنيته من تطور المعلوماتية الالكترونية ( السمعي والمرئي ) مما شكل له بنية ثقافية مزدوجة مع تعدد الأنماط الثقافية القادمة والمتراكبة الى داخلها ، لتكون بذلك ثقافة سلعية تعتمد في وجودها على الغلبة التسويقية كما هو حاصل من تسابق في قنواتنا الفضائية الساعية لجر المتلقي للمشاهدة وكذلك المنتديات الشعرية التابعة لجهات سياسية ويشهد على قولنا (أبو كاطع) للحزب الشيوعي قديما (وشعر القادسية) زمن البعث والشعر الاسلاموي هذه الأيام وهو ما شكل تعددا نوعيا في لغتنا الشعبية عند الأفراد تناسبت مع أذواقهم وتمايزهم الطبقية والأخلاقية ، فالمنتج الثقافي ما عاد يعتمد على المثقف أو السياسي فقط بل صار بمقدور إي مبتذل أو تافه أن يصنع ثقافة وقرارا ينافس به الثقافة العلية للمجتمع وهو الخطر الكبير الذي نواجهه اليوم كما تفعل قناة (البلنكو ) إذ ما عادت هناك خصوصية ثقافية بل أصبحت الهوية مجرد تجويف اصطلاحي ملغم بالشكلانية (الموضة) إننا مع الأسف مجتمع نكسب ونفقد ثقافتنا بسرعة كما (الاسفنجة) وهو ما يهدد ذاتنا الإنسانية بالانفجار والتمرد على الواقع في أي وقت وهو استعداد يستجيب له شبابنا وأبناؤنا اليوم ، إذا لا يوجد ثابت اعتقادي ، فكل اعتباراتنا الأخلاقية والعقائدية هي موضة يمكن تغييرها ما يوقع البعض في ارتداد من أو الى الداخل الثقافي إي الانفلات الأخلاقي أو التطرف الفكري
Alsafe_71_@_yahoo.com
|