من اهوار العراق التي كانت في يوم من الايام معاقل الثوار والمجاهدين الابطال الذين قارعوا نظام صدام المجرم اكتب للذين يريدون القفز على تأريخهم والقفز على واقعهم. كنت واحدا من هؤلاء الذين رابطوا في الاهوار فترات طويلة حاملا السلاح غير عابيء بكل المخاطر والمصاعب والتحديات، ومثلي كان الكثيرون، بل ان اغلبهم كانوا اكثر مني صبرا وشجاعة وايمانا واعتقادا بصدق وصحة العقيدة والمبدأ. ومرات عديدة جاءنا شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم وبقي معنا وارتدى نفس الملابس التي نرتديها، ونام وشرب معنا وكأنه واحدا منا وهو كذلك بالفعل. والسيد عبد العزيز الحكيم، عزيز العراق ايضا زارنا مرات ومرات ولم نكن نشعر حينما كان يأتينا هذين السيدين ان غريبا جاء الينا . كل هذه الصور استحضرها اليوم وشريط الذكريات يعود بي الى الوراء وانا اسمع دعوات البعض لانفصال منظمة بدر عن قيادة السيد عمار الحكيم. قيادة السيد عمار الحكيم هي واقعا امتداد لقيادة شهيد المحراب وقيادة عزيز العراق، والبدريون يعرفون ويعلمون ان السيد عبد العزيز الحكيم اوصاهم في وصيته بالالتزام بالسير على نهج شهيد المحراب والالتزام بقيادة السيد عمار الحكيم لما يتمتع به من حكمة ورحصافة ورجاحة عقل وحسن تقدير للامور والمواقف، وهذا ما اثبتته التجربة واقر به الخصوم والمنافسين قبل الاتباع والاصدقاء، اعتقد ان زملائنا واخواننا مجاهدي الامس ممن يريدون الانفصال لايدركون جيدا ابعاد وتبعات هذه الخطوة، وخصوصا ان واحدا من مقومات نجاح ووجود اي كيان سياسي هو القيادة القوية والقادرة والمتمكنة من الامساك بدفة السفينة وتوجيهها بالاتجاه الصحيح. على من يريدون الانفصال ان يفكروا مليا قبل ان يقدموا على خطوات محكوم عليها بالفشل سلفا، وان لايفرطوا بتأريخهم المشرف وان لايزهدوا برموزهم وقياداتهم الكبيرة والحكيمة |