قال لي:ـ يا سبحان الله، كنت أتوقع أن أراك.. قلت له: أراك متعباً..؟ اجابني:ـ كنت في المطبعة سأطبع كتابي الثالث، سألته: عن أي شيء يدور؟ اجاب: كتابي الجديد عن قضية مؤاخاة النبي (ص) بين المهاجرين والانصار، قلت:ـ يعني انك تبحث عن بناء مجتمع المدينة المنورة؟ اجابني الرجل بكل هدوء:ـ نعم، وأبحث في عظمة الاخلاق التي فكرت بالمؤاخاة، قلت:ـ فعلاً الموضوع في غاية الاهمية، وأنا أبارك لك المشروع وتبرز اهمية الموضوع اذا عرفنا مغزى هذا التآخي، فقد حطم النبي (ص) الاعتبار الطبقي والقبلي والاقتصادي في ما بين المسلمين المهاجرين، حيث كان فيهم الاغنياء التجار، وكان فيهم الفقراء والعبيد المعتقون، كان تعبيرا بشكل عملي عن شكل المساواة الاسلامية الى جانب تعميق العلاقة الايمانية بينهم، قال:ـ انا درست هدف المؤاخاة، الذي هو تنظيم وحدتهم، حيث كانت بينهم الحروب وثارات قديمة، وبناء المجتمع للانطلاقة لبناء الدولة الكبرى، وهم مجتمع ناشئ وجديد، والمواجهات كبيرة، وبفضل هذه المؤاخاة تحول المجتمع من مفكك ومتناحر الى مجتمع متماسك وموحد بهدف واحد ومصير مشترك.
والأمر الثاني عالج التفاوت في المستويات المعيشية، والامر الثالث ابعاد الشعور بالوحدة والغربة، ورابطة الايمان واخوية الاسلام تؤكد وحدة الهدف، ابتسم حينها وقال لي: لن انسى نسختك ايها العزيز.
|