• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : اعترافات ورقة.. .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

اعترافات ورقة..

 أنا مجرد ورقة، صنعتني سلطة جائرة، دوّنتني بأحرف الخديعة، حتى لفقوا وجودي وأطلقوا علي اسم (ولاية العهد)، أي ولاية تقام بالتهديد والاجبار؟! دعوني أطلعكم على وجودي المُدبَّر: بعد القتال الدامي والحروب التي اعتمرت بين الاخوين الأمين والمأمون، وحركات معارضة، كنت أنا الورقة الرابحة لاستقطاب أعوان الامام، وإزالة خطرهم، أراد المأمون من وجودي كسب ود المسلمين؛ لارتباطهم العاطفي والروحي بالإمام الرضا (عليه السلام)، وليضفي الشرعية على حكمه، وكان المأمون يخشى ان يدعو الامام الرضا لنفسه، وجعلني وسيلة لإبعاد الامام عن قواعده، وجعله تحت الرقابة المباشرة، وجعلني كذلك وسيلة لتشويه سمعة الامام، فهو قال: نحتاج أن نضع منه قليلاً قليلاً حتى نصوره للناس بصورة انه لا يستحقها، وجعلني المأمون لتفتيت جبهة المعارضة، باعتبار الامام الرضا أصبح جزءاً من الحكم القائم. عرف الامام (عليه السلام) أن رفضه يعني القتل، ويعني المخاطرة بشيعته وأنصاره، قال المأمون للإمام:ـ اني رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة، واجعلها لك وأبايعك..! فأجابه الامام الرضا:ـ ان كانت الخلافة لك، وجعلها الله لك، فلا يجوز لك أن تخلع لباساً ألبسكه الله، وتجعله لغيرك، وان كانت الخلافة ليست لك، فلا يجوز لك ان تجعل لي ما ليس لك..! فأجاب المأمون: لابد من قبول الأمر.. فأجابه الامام: لست أفعل ذلك طائعا ابدا، وقالها المأمون علانية: إن قبلت وإلا ضربت عنقك، فأجابه (عليه السلام): لا يرضا الله (عز وجل) أن ألقي بيدي الى التهلكة، فإن كان الامر كذلك انا اقبل على ان لا أولي أحداً، ولا أعزل أحداً، ولا انتقص رسما ولا سنة، وأكون في الامر بعيدا مشيرا. واستطاع الامام الرضا ان يقرؤني قراءة صحيحة مثلما هو يريد، لا مثلما يريد المأمون فقبلني؛ لأنه فكر في استثمار الظروف لإقامة الدين، وإحياء السنة، وتصحيح الأفكار السياسية الخاطئة، وإفشال مخططات المأمون في ان يكون مساوما، وعمل على تعبئة الطاقات.. فسلام الله على مولاي الرضا عليه افضل الصلوات.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119205
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13