• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السامري في الكتاب المقدس.  .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

السامري في الكتاب المقدس. 

 بعد محاظرة القاها الأب رشيد يوحنا حول الخطية وانها تُصيب الانبياء أيضا ، ذكر قصة هارون اخو موسى وكيف قام بصناعة العجل ثم امر بني إسرائيل بعبادته. وكان المكان مزدحما بالحضور فلم استطع السكوت عن هذه المغالطات فرفعت يدي وقلت له : ولكن هارون لم يصنع العجل بل صنعهُ السامري ! فقال : هل السائل مسلمة . فقلت له : لماذا ؟ قال : لأن السامري لم ترد في الكتاب المقدس بأي شكل او اسم وإنما القرآن قام بتوجيه التهمة لشخص اطلق عليه السامري ولا ندري من اين جاء القرآن بهذا الإسم .

فقلت له : انا مسيحية ولكني باحثة اختصاص مقارنة أديان ، واختصاصي اوصلني إلى انكم لا تفهمون شيئا في الكتاب المقدس ولا شروحاته او تفاسيره ، وكل ما تقولونه هو من عندكم ، وكل متكلم يعطي صورة مخالفة لسلفه وهدفكم جميعا اهانة الأنبياء.

فقال : وهل السامري مذكور في الكتاب المقدس وهل هو من قام بصناعة العجل؟ 
قلت له نعم موجود في الكتاب المقدس واجتمعت كلمة المفسرين كلهم على ان (زمري ابن سالو) هو السامري .

ثم قلت واما قولك بأن هارون هو من قام بصناعة العجل فباطل من اساسه وذلك أن موسى لما رجع ورأى العجل عاتب أخيه هارون لانه تركه خلفه لكي يرعى بني إسرائيل فاعتبره مسؤولا عما جرى لكن اليهود كعادتهم زعموا ان هارون هو من صنع العجل لأن السامري اقرب إلى قلوبهم من هارون واخيه موسى.

فقال وهل مذكور ان السامري هو من فعل ذلك واين اسمه .

قلت له : ان خبر السامري أو (زمري) مذكور في سفر الملوك كما يقول في سفر الملوك الأول 16: 20 (زمري وفتنته التي فتنها، أما هي مكتوبة في سفر أخبار الأيام لملوك إسرائيل؟).(1)

هنا يُحيلنا النص إلى سفر اخبار الأيام ويقول بان فتنة زمري مذكورة هناك ولكننا بالرجوع إلى السفر نرى النص قد طار ولا وجود له . فإما ان يكون النص سقط سهوا ، او ان الرب اشتبه عليه ذلك فنسى ان يكتبه . أو ان كاتب النص رأى ذلك مشينا بالسامريين فقام بحذفه.

اما بالنسبة إلى السامري (زمري) الذي تسمع به فيقول في قاموس الكتاب المقدس دائرة المعارف الكتابية المسيحية شرح كلمة زِمْرِي ابن سالو فيقول: اسم عبري هو ابن سالو الشمعوني، رئيس في سبط شمعون واسمه حسب القرآن أو كتب الإسلام: (السامري).

فقال : ولكن لم يذكر الكتاب المقدس ان السامري هو من قام بصناعة العجل ؟ 
فقلت له : الكتاب المقدس يقول بأن كل السامريين كانت مهنتهم صناعة اصنام الآلهة كما ورد في سفر الملوك الثاني 17: 29 : (فكانت كل أمة تعمل آلهتها التي عملها السامريون). فمهنتهم الوحيدة هي صناعة الآلهة.

واما السامري هذا فقد كانت نهايته ماساوية حيث يرتبك النص في مصيرة فيقول أنه قتل وفي نص آخر يقول انه انتحر كما نقرأ في سفر الملوك الأول 16: 20 (زمري دخل إلى قصر بيت الملك وأحرق على نفسه بالنار، فمات من أجل خطاياه التي أخطأ بها بعمله الشر في عيني الرب، ومن أجل خطيته التي عمل بجعله إسرائيل يخطئ). وخطيئته التي بسببها اخطأ بني إسرائيل هي صناعته للعجل وقوله لهم هذا ربكم.

يا ابتي العزيز اتمنى من جنابكم ان تبحث ثم تلقي موعظتك في الكنيسة لأنك لو اتهمت الانبياء بارتكاب الذنوب لما كان هناك فرق بينهم وبين عامة الناس ولسقطت هيبتهم وهيبة ما يأتون به من كتب فلا يجوز على الانبياء الكذب او الخطأ او النسيان ، وهذا ما ذكره الكتاب المقدس.

لأول مرة اشوف قس يذعن للحقيقة ويقول : سوف اراجع ما ذكرتيه .

المصادر والتوضيحات : 
1- لم يختلف القرآن عن الكتاب المقدس في تسميته لما قام به السامري بالفتنة فقال : { فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري}. وهذا ما يقوله نص الكتاب المقدس : (زمري وفتنته التي فتنها).


كافة التعليقات (عدد : 4)


• (1) - كتب : محمد مصطفى كيال ، في 2018/05/21 .

السلام عليكِ
امران متناقصان في هذه الدنيا
احدهما شيطاني والاخر الهي
الصدق في المعرفه .. يترتب عليه الصدق والبحث عن الحقيقه بصدف ابنما كانت.. المعرفه الالهيه.. وهي ان تتعالى فوق الديانات التي بين ايدينا والنذاهب
السيطاني هو السبيل غي محاربة ما عند الاخر بكل وسيله ونفي صحته
انا اعرف فئات دينيه لا يمكن ان تجد بهل لبل لبشيطان
دمتم بخير

• (2) - كتب : Yemar ، في 2018/05/19 .

جزيت كل الخير في دفاعك عن قدسية انبياء الله

• (3) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2018/05/19 .

ساعد الله قلب السيدة ايزابيل آشوري على هذا البحث لأنه من الصعب على اي كاتب الخروج ببحث رصين يريد من خلاله ان يكتب موضوعا ويُحققه من خلال الكتاب المقدس ، وسبب الصعوبة هو أن صياغة الكتاب المقدس تمت على ايدي خبراء من كبار طبقة الكهنة والسنهدريم وكبار مفسري المسيحية صاغوه بطريقة لا يستطيع اي كاتب او محقق او مفسر ان يخرج بنتيجة توافقية بين النصوص ولذلك يبقى يدور في حلقة مفرغة . خذ مثلا زمري ، ففي الكتاب المقدس انه قُتل كما نقرأ في سفر العدد 25: 14( وكان اسم الرجل الإسرائيلي الذي قتل مع المديانية، زمري بن سالو). ولكن في نص آخر وهو الذي ذكرته السيدة آشوري في البحث يقول بانه احرق نفسه كما نقرأ في سفر الملوك الأول 16: 20 (زمري دخل إلى قصر بيت الملك وأحرق على نفسه بالنار، فمات).المفسر المسيحي في النص الأول طفر ولم يقم بتفسير النص تهرب من ذكره ، ولسبب ما نراه يعتمد نص انتحار زمري واحراقه لنفسه.
ولو رجعنا إلى الكتاب المقدس لرأيناه يتهم هارون بانه قام بصناعة العجل كما نقرا في سفر الخروج 32: 4 (فأخذ هارون الذهب من أيديهم وصوره بالإزميل، وصنعه عجلا مسبوكا. فقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل). ولكن المفسر المسيحي انطونيوس ذكر الحقيقة فأكد لنا بأن زمري هو السامري الذي قام بصناعة العجل فيقول : (ملك زمرى 7 أيام لكنه في هذه المدة البسيطة حفظ له مكان وسط ملوك إسرائيل الأشرار فهو اغتال الملك وأصدقائه الأبرياء ووافق على عبادة العجول).(1) المفسر هنا يقول بأن زمري وافق على عبادة العجول ولم يقل انه قام بصناعتها مع أننا نرى الكتاب المقدس يصف السامريين بصناعة تماثيل الآلهة.
ولعلي اقول ان الوهن واضح في نصوص الكتاب المقدس خصوصا من خلال سرد قصة السامري وصناعته للعجل فأقول: أن العجل الذى صنعه السامرى هو مجرد جسد لا حياة فيه وإن كان له خوار فعبده بني إسرائيل ولكن الأولى بهم أن يعبدوا السامري الذي استطاع أن يبعث الحياة فى العِجل.
بحثكم موفق مع انه شائك . تحياتي
1-- شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري ملوك الأول 16 - تفسير سفر الملوك الأول.


• (4) - كتب : عامر ناصر ، في 2018/05/18 .

السيدة آشوري ، حياك الله ، إن كلمة السامري قريبة اللفظ من الزمري أو هي هي ، وما جاء في سفر الملوك الأول 16: 20 (زمري دخل إلى قصر بيت الملك وأحرق على نفسه بالنار، فمات من أجل خطاياه التي أخطأ بها بعمله الشر في عيني الرب، ومن أجل خطيته التي عمل بجعله إسرائيل يخطئ ) لا ينطبق على النبي هارون ع كما أعتقد ، وأن الدفاع عن ألأنبياء ع ودفع التهم عنهم يعتبر عين العقل بغض النظر عن الدين ، إذ أن العقل لا يقبل أن يكون المعلم في حياتنا الحالية ملوثا بشيء من ألألواث التي تصيب الناس ، شكراً لكم ودمتم مدافعين عن الحق .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119143
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12