أولاً : تجذّر الدين في نفوس الناس - حتى غير المتديّنين - واعتقادهم بأنه المأمن الذي يسكنون إليه في أهم منعطفاتهم الحياتيّة .
ويلاحظ ذلك من بعض دعايات وإعلانات اللادينيين ( كالشيوعيين ) الذين رفعوا شعاراتٍ دينية لم يؤمنوا بها يوماً من الأيام ، إلا أنهم علموا بأنّ الدين هو القوّة الوحيدة التي لا تُبلى حين تلفت أفكارهم وشعاراتهم .
ثانياً : قوّة المرجعية الشيعية وهيبتُها فإنّ كلّ طبقات المجتمع كانت تنتظر ماذا ستقول المرجعية الدينية ؟ وقد بلغت - لدى السّاسة - القلوبُ الحناجر ، بل إنّ الكثير منهم حاول التزلّف للمرجعية - كذباً - لكسب ودّ الناس .
كل ذلك يكشف بوضوح ما للمرحعية الشيعية من قوّةٍ وهيبةٍ في نفوس الأمّة ، وذلك نتيجة ارتباطها بأئمة أهل البيت (ع) والرعاية الغيبية للإمام الغائب (عج) ولحكمة من تصدّى لها .
ثالثاً : تنصّل الأحزاب والتيارات الدينية أو ذات الصبغة الدينيّة عن الكثير من مبادئها الإسلامية !!!
مما يعني أنّ الدين عند الكثير منهم مجرّد جسر عبور إلى غاياتهم السياسية ، أو أنهم ضعفاء لا يستطيعون الثبات عند المبادئ ، وهذا المعنى يتفاوت وجوده من كيان إلى كيانٍ آخر .
وإلا ماذا يعني التحالف مع الشيوعيين الذين يرون في الدين تعطيلاً للحياة ، هذا التحالف السيّء سيرفع من حضور هؤلاء بأصوات الشيعة !!!
وماذا يعني ترشيح السافرات وغير المحترمات من قِبَلِ قوائم ذات صبغة دينية يُفترض أنّ الحجاب من ثوابتها ، وأنه لا تجوز الابتسامة في وجة مرتكب المعصية ، فكيف بالسفور الذي هو شعار اللادينيين ؟! وكيف باستيزاره والاعتماد عليه وجعله من البطانة من دون اضطرارٍ لذلك !
وكل ما سمعناه من مبرّرات لا تنفع في رفع الملامة ولا تصحح هذا التصرّف أبداً .
وأما ما يدلّ على تنصّلهم عن المبادئ الإسلامية من غير ما ذكرناه أعلاه فكثير جداً ، ولا يسع المقام لذكره ، فإنّ من ينظر إلى تصرّفاتهم أو قنواتهم الفضائية يكتشف ذلك بوضوح !
نعم سيأتي من أتباعهم المتشدّدين ليجعوا من هذه التصرفات عين الصواب وممّن خالفهم في ذلك كافراً !
ونصيحتي لأُخوتي جميعاً - خصوصاً المتدينين - عدم التشدّد لهم والتبرير لكل تصرفاتهم ، فلعلّ التبرير يجعلكم ممن أضاع آخرته بدنيا غيره ! فإنّ الاقتناع بالبرنامج السياسي لكتلة ما مما يجعلك تنتخبها ، لا يعني الاقتناع بكل شيءٍ فيها أو فيه ، وتبريره .
رابعاً : تنامي الوعي لدى الناخب ، فإنّه لا شبهةَ أنّ الكثير - إن لم يكن الأكثر - من الناخبين في انتخابات 2018 قد بحثوا كثيراً عن القائمة النزيهة والمرشّح النزيه ليمنحوه أصواتهم - بخلاف الدورات السابقة فالعكس هو الصحيح - ومع الغض عن وجدان ما طلبوا من عدمه فإنّ ذلك بداية لانتخابٍ واعٍ في المستقبل إن شاء الله تعالى .
خامساً : إنّ من أسباب حيرة الناس في الاختيار مما جعل البعض منهم يصوّت لكتلةٍ أو شخصٍ من دون قناعة ، أو يقاطع التصويت من قِبَل بعضٍ آخر ، هو عدم تعدّد الخيارات ، حيث لم تنبرِ الكفاءات الحقيقيّة لتشكيلٍ مستقلٍ يحضى برضا الناخب العراقي ، وأبقَوا الساحة للقوائم المليئة بالفاسدين .
وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين .
|