• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : انهم يتهمون الشعب العراقي بممارسة الخرافات .
                          • الكاتب : محمد رضا عباس .

انهم يتهمون الشعب العراقي بممارسة الخرافات

كلما اقترب موعد الانتخابات كلما زادت حملة القوى "المدنية" الظالمة والشرسة ضد معتقدات الشعب العراقي باسم محاربة قوى الإسلام السياسي. هذه القوى والتي هي  خليط من القوى الشيوعية واليسارية والعلمانية بدلا من ان تقدم برنامج حكومي إصلاحي من اجل القضاء على ما يعانيه المواطن العراقي من فقر وفساد اداري ومالي وتحديات امنية والتي ما زالت قوى الإسلام السياسي تحاربها وبنجاحات متفاوتة  , أصبحت تهاجم المواطن العراقي بمعتقداته فيخرج علينا نائب يدعي ان الزيارات المليونية أصبحت هي السبب في الانحدار الاقتصادي في العراق , وسياسي اخر يتسكع في نوادي أوربا يتهم الحكومة في نشر الخرافات بين الشعب العراقي في إشارة الى الطقوس الدينية التي تمارس في شهر محرم الحرام , وسياسي يساري نقل مقرة الى دولة الامارات العربية المتحدة يتساءل عن معنى الانتخابات القادمة والبرلمان والمنافسة الانتخابية طالما وان من يتحكم في مصير البلاد المرجعية الدينية في النجف .
هذه التصريحات سوف لن تؤثر على عزم المواطن العراقي في المشاركة الكثيفة في الانتخابات القادمة , ولكن ستكون هي السبب من عزوف المواطن العراقي من دعم قوائم المرشحين من قوى اليسار العراقي في الانتخابات القادمة . من يدعي ان الزيارات المليونية أصبحت مصدر دمار للاقتصاد العراقي , وهو طرحا خاطا , سيكون هو السبب من عزوف هذه الملايين من إعطاء أصواتهم له, ومن يدعو ان العراقيون اصبحوا يمارسون الخرافات لحبهم لإل محمد سيكون هو السبب في عزوف الملايين من العراقيين من عدم إعطاء أصواتهم الى هؤلاء الدعاة , ومن يعتبر ان نتائج الانتخابات محسومة وتقرر بإرادة المرجعية الدينية  سيكون هو السبب في رفض الناخب العراقي انتخاب كل من يدعي اليسار او المدنية في الانتخابات. 
هؤلاء المحسوبين على اليسار او التيار المدني كان الاحرى بهم تقديم اعتذارهم الى الشعب العراقي عن جميع الأخطاء التي ارتكبوها طيلة الثمانين عام من حكمهم العراق والذي امتد من عام 1920 وحتى عام 2003. لان جميع الحكومات التي جاءت الى العراق بعد عام 1920 وحتى عام 2003 محسوبة على التيارات المدنية او العلمانية . وبذلك فهم المسؤولون عن الانهيار الاقتصادي العراقي واستمراره  في الاعتماد على الواردات النفطية , وهم المسؤولون عن قتل الملايين من العراقيين في الحروب مع ابناء إقليم كردستان , الحرب العراقية الإيرانية , احتلال الكويت , وما تبعها من حربين مدمرتين إضافة الى المقاطعة الاقتصادية العالمية للعراق دامت حوالي اثنا عشر عاما. لقد حكموا البلاد والعباد ثمانين عاما ولم يستطيعوا تقديم نظام حكم يحمي كرامة المواطن العراقي . لقد اوصلوا المواطن العراقي الى درجة من الفقر لا ينافسه فيها الا فلاح في القرى النائية من الهند. 
ان اتهامات  اليسار العراقي والتيار المدني للحكومات ما بعد التغيير بالفشل في تحقيق مطالب الشعب العراقي ما هو الا لتبرير فشلهم . لان العراق لا يستطيع ان يخلق القطاع الصناعي من جديد بفترة قليلة بعد ان قتلته الأنظمة المدنية والعلمانية . ولا يستطع العراق إعادة الحياة للزراعة بعد ان قضى عليها الحكم العلماني والمدني , وكذلك الخدمات . التنمية الاقتصادية لا تتم بين ليلة وضحاها ولا حتى 15 عاما خاصة وان العراق جابه مجاميع إرهابية منظمة قل نظيرها في التاريخ البشري من اجرام . نعم من حق كل المعارضة للنظام القائم , الحديث عن الفشل لو لم يكن هناك إرهاب اسود لم يفرق بين سني وشيعي , عربي وكردي, عالم وجاهل , امرأة ورجل , محل عبادة او نادي ليلي . طبعا، هذا ليس دفاعا عن النظام القائم , لان هو الاخر لم يستطع القضاء على الفساد الذي استفحل وفي اغلب الأحيان ابطاله من اتباعه ومناصريه. 
ان ما يدعوه العلمانيون واليساريون و التيارات المدنية على ان الحياة تحت حكومتهم احلى واجمل غير صحيح . العلمانيون في العراق قد فشلوا في ادارتهم للحكم , كما فشل النظام العلماني العالمي في ادارته للعالم .  تحت النظم العلمانية العالمية أعلنت حربيين عالميتين مدمرتين , وتحت النظم العلمانية ظهر الاستعمار بكل اشكاله , وتحت هذه النظم ظهر تفكك العائلة وانتشار الإدمان على المخدرات , وتحت هذه النظم ظهر التفاوت الطبقي بين الشعوب و مكونات الشعب الواحد , وتحت هذه النظم ظهرت نزعة الاستهلاك الباذخة , وظهرت شركات متعددة الجنسيات , وظهرت العولمة , وتدمير البيئة .
اذن , ان الدعوة بان النظام المدني في العراق هو الحل وهو الطريق نحو الرخاء والسعادة غير منطقية وغير واقعية . وان الدعوة بان تدخل الدين بالسياسة هو الذي جلب الهم والغم على العراق دعوة باطلة مزيفة . التطبيقات الصحيحة للتعاليم الدينية لا ينتج منها الا الخير والرفاهية. وهنا لابد ان اضم صوتي الى صوت الأستاذ خليل شمه والذي يقول " ان فرض نموذج عدائي تجاه الدين باعتباره منافسا لها (العلمانية) في   اطار ما نسميه سعيها لتحرير الوعي الإنساني هو سلوك معرض للفشل اذا لم يتم الاخذ بنظر الاعتبار ما يحمله الدين من رسالات تدعو الى العدالة والمساواة والتسامح", و دعوة  " المجتمع الدولي التخلي عن العلمانية التقليدية المدمرة لتراث الإنسانية ... وتأطير سلوكها بالأطر السماوية الطاردة للإرهاب والعنف والوقوف ضد محاولات نفر ضال مستغلين الديانات السماوية بما يخدم مصالح فردية تنخر بالجسد الحي للمكونات المجتمعية ليعيدنا الى عصر  الظلامية ".  
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=118857
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13