الجميع ادلى بدلوه حول خطاب السيد السيستاني اليوم.. ربما يراه البعض عاديا نمطيا ولكن مدلولاته الضمنية الصريحة لم تكن نمطية بالمرة لانه أشار بما لايقل الشك الى أمور عدة بينها:
اولا: الإعلان الأكثر صراحة في تاريخ المرجعيات الشيعية عن فصل الدين وكل تفرعاته المفاهيمية (كالمرجعية والجهاد والشهادة والتدين والسماء والنار والجنة ووو) عن السياسة بشكلها الخدمي والبرغماتي، من خلال التاكيد على تنفيذ البرامج الاقتصادية بعيدا عن الشحن الطائفي والقومي والاعلامي وهذا هو نهج النجف منذ عقود طويلة لكن الخيارات غير الناضجة للمرجعيات الفرعية الاخرى غير الرئيسيّة ألقى بظلاله على موقفها الصريح والواضح!! 
ثانيا: السيستاني الذي ارتبط اسمه بتحرير البلاد من داعش كأنه أراد تحرير العقل الشيعي الى الأبد من ارتهانه سياسيا بالولاء العقائدي والفقهي فكان بيانه اعادة الأمور الى نصابها واعلانا صريحا عن ولاية المواطن على نفسه وموت حتمي لولاية الفقيه (من منظورها الديني عراقيا وليس ايرانيا) 
ثالثا: تجريم التدخل الخارجي وخصوصا الدعم المالي سواء كان من ايران او السعودية وتشديد العقوبة على من يخالفه، الامر الذي يشمل معظم الاحزاب والكتل السياسية، ما يعني ان الحركات التي كانت تعبر بصراحة عن تلقي دعمها من ايران (بذريعة تمثيلها الاسلام او انه افضل من دعم دول اخرى) قد سلبها هذا البيان ذلك الامر الذي كانت تراه حقا طبيعيا، وهذا لا يختلف عن الاحزاب التي تتلقى دعما من السعودية.