تتصدر وسائل التواصل الاجتماعي هذه العبارة على أساس أنها صادرة من المرجعية، وظهرت في الايام القليلة الماضية مقاطع فديو ومنشورات تشرح معنى هذه المقولة وبعضها صادر من معممين وبعضهم ينزل الفديو بعنوان وكيل السيد السيستاني ونحو ذلك ،
مع أن شروحاتهم متباينة في معانيها وبعضها بعيدة عن توجيهات المرجعية الدينية العليا ، فأحببت أن أوضح هذا الموضوع لرفع الالتباس أو الغموض .
أولاً- المرجعية الدينية العليا حتى الآن لم يصدر منها أي بيان بشأن انتخابات 12 آيار 2018
وإنما هناك نصوص من خطب الجمعة في الصحن الحسيني تعكس وجهة نظر المرجعية قبل انتخابات 2014 السابقة.
ثانياً : «المجرب لا يجرب» لم ترد هذه الكلمة وبهذه الصيغة من المرجعية الدينية العليا بل كانت كتفسير واختصار لكلمة أخرى قالتها المرجعية على لسان وكيلها السيد أحمد الصافي
بتاريخ 28 -8-2014
والنص هو :
«على الحكومة أن لا تجازف بإعطاء المواقع الوزارية أو غيرها لمن لم يقدّم خلال الفترات السابقة خدمة للشعب ، بل تفسح المجال لمن تتوفر فيه المعايير السابقة فإنه من جرّب المجرّب حلّت فيه الندامة»
ثالثاً : «مسألة الشخص المرضي والقائمة المرضية» وردت هذه الكلمة في خطبة الجمعة التي القاها الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الصحن الحسينيّ
بتاريخ 5- 4-2014
والنص هو :
«إنَّ الإنتخاب الصحيح يعتمد على ركنين أساسيين كما بيّنا سابقاً إختيار الشخص المرضي والقائمة المرضية معاً، لايكفي أن يكون المرشح مرضيٌ لدى المواطن ولكن قائمته غير مرضية أو العكس كما تؤكد المرجعية الدينية العليا على عدم التأثر بالولاءات العشائرية والمناطقية او الحزبية او العاطفية التي تتعارض مع هذه التوصيات والتوجيهات لتكون معياراً للإختيار لأنَّ الإنتخابات مسؤولية وأمانة في عنق المواطن»
فلم يصدر غير هذين النصين بشأن الانتخابات وهما منشوران في موقع سماحة السيد السيستاني دام ظله ، وكما قلت فهما يخصّان الانتخابات السابقة ومنهما يمكن استنتاج رؤية المرجعية العليا للعملية الانتخابية.
فينبغي أن لا ننخدع بتفسيرات وتأويلات لتوجيهات المرجعية بنحو يخدم جهات سياسية محددة.
المرجعية الآن تعوّل على وعي المواطن وإدراكه لظروف العراق الصعبة التي تستدعي الاستفادة من التجارب الانتخابية السابقة التي أوصلت العراق الى هذا المستوى المتدني من الخدمات والتراجع في جميع الميادين بسبب سوء الاختيار أو الانخداع بوسائل التضليل الاعلامي .
فينبغي أن نعطي أصواتنا بمسؤولية للأشخاص الذين نعتقد بكل تأكيد أنهم يتمتعون بالكفاءة والنزاهة والشجاعة والصدق والامانة، وحب الوطن ،
وأن ندع مسألة إعطاء الصوت لأشخاص على أساس الانتماء العشائري أو المناطقي أو الحزبية الضيقة .
والله ولي التوفيق
|