إلى متى؟ هو سؤال ربما صار يبحث عن المستحيل ، لكون هذه المتى تحمل اشياء صقلها الصبر عندنا وجبلت باليأس ، حتى اصبح الشعور المجرب هو بان عداءهم لآتباع اهل البيت عليهم السلام لن يهجع ابدا .. يتعدى حدود الازمنة والامكنة والمعقول الذي يرجح كفة التعامل .. فهم يجورون ظلما ضدنا ، هناك شعور عميق يترسب بالنفوس كوننا الانقى والابهى وهم يعرفون بان الشيعة اصحاب حق يسيرون كما أمر الرب الكريم ، يطيعون الله والرسول (ص) وأولي الأمر منهم، ويعرفون تماما ان نبي الرحمة
هل السيد الأكبر إمام الرحمة أبا القاسم محمد بن عبد الله (ص) يقبل أن يدعي البعض من اتباعه وطاعته وهم في الحقيقة يعصونه ويظلمون أهله ع وكل من اتبعهم؟ كيف سينجون.. من سيشفع لهم يوم الحساب..
نحن البشر إن أحببنا إنسانا عاديا نحب جميع أهل بيته ونكرمهم لأجله فكيف من يدعي حب النبي ويظلم أهله وهم أساسا أئمة وطاعتهم واجبة! فكيف ببمن يقتل أحفاده! ويشرد بنات النبوة!؟؟ فمعنى انه زاول عبادته نفاقا وليس حبا لله ولا موالاة لنبيه وهذه قصة واقعية من مئات القصص التي نعيشها ونسمع عنها كل يوم تثبت مااعتادوا عليه من بغض وظلم..
في السنة الماضية وفي مجلس عزاء سيد الشهداء ع تحديدا في المدرسة المحسنية بالشام وسميت المحسنية نسبة للسيد (محسن الأمين) رحمه الله وجدت صديقتي ومعها امرأة بين جمع من النساء تنتظر بدء المجلس فذهبت للجلوس قربها وحين بدء القارئ ذكر مصائب أهل البيت ع انهارت تلك المرأة بالبكاء واللطم والحزن الشديد لدرجة أكثر من مألوفة وبعد انتهاء المجلس ذهبت بحال يرثى لها.. فأوقفت صديقتي لأسألها من تكون هذه السيدة ؟ قالت: امرأة من أهل السنة عرفتها في السيدة زينب ع متزوجة ولها ثلاث بنات وولد قضت شهورا تبحث في السر عن مذهب الشيعة وتسأل عن الولاية والتشيع فحب أهل البيت ع كان يجري بدمها لكنها تخاف البوح بهذا السر أمام اهلها ، فمنذ ولدت وجدت نفسها مثلهم لكن حب النبي وآله ع يكبر بقلبها فأصبحت تتابع قنوات الشيعة وأحاديثهم وتزور السيدة زينب ع إلى أن اكتشف الأهل أمرها..و يالها من جريمة! متمسكة بالولاية تحب أهل البيت ع !! تشاجرت مع أهلها وتحت الضرب والتهديد لم تستجيب لأمرهم وكانت النتيجة ان طردوها من حياتهم نهائيا وقالوا:بانها جلبت لهم العار!! (وإن جاهداك على أن تشرك بي ماليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلى ثم إلى مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون) أما الزوج فطلقها في الحال واصطحب ابنه وامتنع عن الانفاق على بناته فأصبحت المسكينة بأسوء حال يتصدق عليها أهل الخير لتعيل بناتها لكنها سعيدة جدا بالربح الوفير والكنز الثمين الذي امتلكته وما استطاع أحد سلبه منها (الولاية) وحب أهل البيت ع سفينة النجاة ....العائلة انقسمت والولد أصبح عدوا لأمه! لم كل هذا؟ ويقولون أنهم آمنوا بالنبي؟ لكن الله عز وجل واكراما لها رزقها دعوة عن طريق أهل الخير لزيارة المقامات المقدسة في العراق الحبيب ويالها من أعظم هدية.. فقابلت هناك في النجف السيد المسؤول عن العتبة المقدسة وحكت له قصتها فطلب من القائم بالرحلة أن يأتي بها ضيفة الإمام ع كلما قام برحلة للعراق على نفقة العتبة جزاء تمسكها بولاية أمير المؤمنين ع وحبها العظيم للعترة الطاهرة عليهم السلام أجمعين ومن المؤكد بأنها هدية أمير المؤمنين ع لها ثم وجدت عملا بسيطا يساعدها في الانفاق على بناتها وهي تربيهم على حب الولاية والتمسك بها.. جعلنا الله عز وجل من المتمسكين دوما بولاية أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام |