تَوطِئَة؛
س٣/ ما هو دور الشعب العراقي في حال زار ولي عهد [آل سَعود] العراق؟.
ج؛ إِذا زار الموما اليهِ في يومٍ من الأَيّام العراق فأَنا أَدعو العراقيِّين، وخاصَّةً أُسر ضحايا الارهاب [السَّعودي التَّكفيري] إِلى تنظيمِ اعتصاماتٍ مليونيَّةٍ [صامتةٍ] أَمام مقرِّ إِقامتهِ يحملُون فيها صُور الضَّحايا وصُور الدَّمار الذي لحِق بالعِراق للمُطالبةِ بالتَّعويضات.
يجب أَن يكونَ موضوع التَّعويضات موضوعُ رأيٍ عامٍّ في العراق فذلك من حقِّ أُسر الضَّحايا ولا يجوز التَّنازل عَنْهُ بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكالِ.
فالتَّعويضاتُ، كما أَسلفنا، مبدأٌ شرعيٌّ [والذي يُسمّى بالديَّة] وعرفيٌّ [دَوليٌّ] فلماذا يتنازل عَنْهُ العراقيُّون!.
أَلا ترَون أَنَّ أَلمانيا، وحليفاتها في الحرب العالميَّة الثّانية، لازالت تدفع التَّعويضات لضحايا جرائِمها في تلك الحربِ وتحديداً لليُهود الذين تعرَّضوا للهُولُوكُوست؟! أَم أَنَّ الارهاب [السَّعودي التَّكفيري] أَقلُّ وطأَةً وأَقلُّ جريمةً وأَثراً من الهُولُوكُوست؟!.
إِنَّ آثارهُ أَشدَّ وأَكبر وأَوسع بكلِّ تأكيدٍ! وهوَ امتدَّ على مساحةٍ زمنيَّةٍ أَطولَ مِنْهُ! لولا أَنَّ الإِعلام ضربَ عَنْهُ صفحاً وضخَّم الهُولُوكُوست.
إِنَّ التَّظاهر الشَّعبي بشأن زيارةِ مسؤُولٍ أَجنبيٍّ لِبلدٍ ما أَمرٌ مُتعارفٌ عَلَيْهِ في كلِّ العالَم، سواءٌ تأييداً للزِّيارة أَو اعتراضاً عليها فلطالما تظاهرت شعوبٌ في دُول أَفريقيا وآسيا ضدَّ زياراتٍ لرؤَساء أَميركان! كما أَنَّ البريطانيِّين، وفيهم أَعضاء في مجلس العُموم البريطاني ووُزراء في حكومةِ الظلِّ، تظاهرُوا واعترضُوا وكتبُوا ضدَّ زيارة الرَّئيس ترامب التي كانَت مُقرَّرة إِلى بلادهِم قبل أَشْهُر والتي انتهت في نهايةِ المطاف إِلى إِلغائِها على الرَّغمِ من كلِّ الجُهود السياسيَّة والديبلوماسيَّة الحثيثة التي بذلتها رئيسة الوُزراء لتحقيقها في موعدِها المُقرَّر!.
كما رأَينا كيف أَنَّهم [البريطانيُّون] شنُّوا حرباً ديبلوماسيَّة وإِعلاميَّة شعواء ضدَّ نظام [آل سَعود] خلال زيارة [إِبن سلمان] الأَخيرة إِلى لندن وقد اشتركَ في الجُهد المُعارض نوَّاب ووُزراء بينهم وزيرة خارجيَّة حكومة الظلِّ التي كشفت في بيانٍ لها عن حجمِ الإِعدامات التي تشهدها البلاد والتي تضاعفَت في الأَشهُر الستَّة الأَخيرة حسب نصِّ البيان!.
كذلك تظاهر الأَميركان ضدَّ زيارة [إِبن سلمان] الحاليَّة إِلى بلادهِم!.
لقد إِعتادت شعوب العالَم على التَّعامل مع زيارات الأَجانب لبلادهِم بشتَّى الطُّرُق، فقد تكون الزِّيارة مُرحَّبٌ بها وقد لا تكون كذلك، وكلُّنا نتذكَّر عندما غرَّد عُمدة لندن عن زيارةِ الرَّئيس ترامب [المُلغاة] لبلادهِ وقتها بالقولِ؛ إِنَّهُ غَير مُرحَّبٌ بهِ هنا! وهي التَّغريدة التي أَخذت صدىً واسعاً إِنتهت بإِلغاء الزِّيارة وهي أَوَّل زيارة لرئيسٍ أَميركيٍّ لأَعرق الدُّول الحليفة يتمُّ إِلغاءها بمهانةٍ، بسبب مواقفهِ العُنصريَّة التي لا تتحمَّلها بريطانيا باعتبارِها مجتمعٌ يتشكَّل من خليطٍ متعدِّدٍ جدّاً من الأَعراق والخلفيَّات!.
العراقُ الجديد بلدٌ ديمقراطيٌّ، وهذه الحقيقة يجب أَن يفهمها العالَم ولذلك فانَّ على الجميعِ أَن يتوقَّعَ من العراقيِّين كلِّ شَيْءٍ يعبِّرُونَ بهِ عن رأيهِم في إِطار الدُّستور والقانون والمصالح العُليا للبلادِ! فلم يعُد لشِعار [إِذا قَالَ فُلان قَالَ العراق] معنىً.
س٤/ ما نوعُ الإِنفتاح الذي ترَونهُ مُناسباً بين بغداد والرِّياض؟!.
ج؛ العراقُ مستعدٌّ للانفتاحِ على جيرانهِ على مُختلفِ الأَصعدةِ وبِلا تحفُّظ، شريطةَ؛
أ/ أَن يُثبتُوا حسن نواياهُم وأَنَّهم بالفعل تغيَّروا وغيَّرُوا إِستراتيجيَّتهم ومنهجيَّتهُم العُدوانيَّة إِزاء العراق الجديد.
ب/ أَن لا يتدخَّلوا في شؤُون العراق وبأَيِّ شَكلٍ من الأَشكال، فيتوقَّفوا عن إِسطوانتهِم المشروخة التي طالما نفخُوا بها بشأن التَّهميش الذي يتعرَّض لَهُ سُنَّة العراق وأَنَّهم حُماتهُم ويريدونَ الدِّفاع عنهم، وأَنَّهم خائِفونَ على العراقِ [العَربي] لأَنَّهُ ارتمى في أَحضان [المجُوس] وكذلك عن وصفهِم الحشد الشَّعبي بالميليشيا وغير ذَلِكَ من التَّضليل الذي مارسُوهُ خلال أَكثر من عقدٍ مضى من السِّنين.
ج/ أَن لا يحاولُوا تحويل العراق إِلى ساحةٍ مفتوحةٍ لتصفيةِ حساباتهِم الإِقليميَّة مع بعضهِم، فكلُّنا نعرف جيِّداً بأَنَّ المنطقة تعيشُ صراعاتٍ إِقليميَّةٍ مُتعدِّدة! والعراقُ لا يُرِيدُ أَن يكونَ طرفاً في أَيٍّ من هَذِهِ المحاوِر والأَزَمات، إِذ يكفيهِ ما مرَّ بهِ من أَزَماتٍ دفعَ ثمنَها غالياً.
د/ أَن تكون العِلاقات مُتكافِئة، يُفْيدُ ويستفيدُ منها العراق بشَكلٍ مُتساوٍ ومُتوازنٍ.
٤ نِيسان ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
|