• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فريضة حج للبيع .. هل اصبح الدين سلعة ؟ .
                          • الكاتب : جاسم محمد كاظم .

فريضة حج للبيع .. هل اصبح الدين سلعة ؟

  بعد   اقترابه من عقده السابع  بدا ذلك العجوز  يفكر باكمال  مستحقات وفرائض  دينه حتى النهايه  لكي  يقابل ربه ابيضا كما خلقه . مجردا من الذنب  يوم لاينفع مال ولابنون  الا من اتى الله بقلب  سليم .  وبما اني اعلم الناس  بهذا العجوز على طول  سنوات عمر تجاوزت على الخامسة  و الستين كان  فيها  قارئا لكتاب ربه  . مكثرا من تراتيل  صلاة بكل  فرائضها  نوافلها وادعيتها   .فهو بالتالي  من  الذين  قال فيهم الراوي  حقا ( قائم  صوام .مقاتل مقدام   يطحنهم  في الوغى طحنا اذا اشتبكت الاسنة وتقاربت الاعنة ) ولا احسب انطباق  بقية هذة الجملة  على احد غيرة لانه انفق  جل عمره في  خدمة  وطن  وانصهر  مع السلاح والحديد  يتكلم عن ظهر  قلب ان معدل الرمي النظري  للكلاشنكوف  600 طلقة  في الدقيقة  .ويمكن الرمي  بقاذفة ( ار بي  جي  سفن ) RBG7  من وضع الانبطاح   للايقاع بدبابات العدو المهاجمة  . حتى ختم حياته بفصيل مقاومة  الدبابات  بمدفع 106 ملم  الذي  يتفاخر انه  يستطيع  فيه تدمير كتيبة للدبابات المهاجمة  بطاقم مدفع  واحد يتكون من اربعة اشخاص  . اكمل  مسيرة تجاوزت على الثلاثين حجة   في  جيش  العقيدة   ووجد نفسه  في نهايتها  لايملك  شيئا من حطام وطن دافع عنه  بعد ان غزت  الامراض ونخرت  بقايا  جسدة  الصلب  الذي  بدا  ينضوي شيئا فشيئا   .  وهو لايفتا عن ذكر الله  . يتكلم وكان الله معه  . ولاتخلوا كل  حكاياتة من قصص الانبياء  و الاولياء الصالحين  ولاينسى حسرته حين  يتذكر ماثرهم  ( سلام الله عليهم.)  ( لقد كانوا زاهدين عابدين  انفقوا كل  مايملكون  على الفقراء والمساكين  ) برغم انه  لم   يقرأ كتابا  او سيرة  تاريخ  لان سطور ثقافتة نسجت عن طريق السماع  لاقوال المشايخ   في الماتم  او عن طريق الاذاعات .

 ولم  يصدق  هذا العجوز كل مايقال في  المشايخ  من النقد والقدح   ويتمتم اعوذ بالله   كيف  يتطاول الانسان على هؤلاء الاطهار.  لانه كان  يرى  انهم من القداسة   والطهارة  ما لا يستطيع احد اكتسابه من هذا الخلق.  انهم  متعالون . ملائكة   يتصلون بالله عن طريق  خاص  وحبال لاتنقطع  .  يسمعون حتى كلام الاولياء  حين تشتبك عليهم حلول المسائل  فيأتي الحل من بعيد . هكذا سار  بحياة  سرية   مغلقة مع اوليائه حين كان الدين اشبه بحلقة ماسونية مغلقة.  علق من  الخرق الخضراء  حول  عضدة   لكي  تحمية من رصاص العدو . ولم يجري  بباله ان تثور دواخله يوما  فيغير   مكتسبات عقل  سار  بهذة الفكرة   لان الدين عندة حياة   في الدنيا  والاخرة . ومن اجل هذا اكمل كل فرائضة من التوحيد  الصلاة الزكاة حتى وصل الى ذلك الركن الذي  لايستطيع  ان  يفعلة من ذاتة مثل بقية فرائضة  لانة  يتصل  بعلاقات  تمتد الى   مؤسسات السلطة  والحاكمين ويتطلب الامر منة اوراق  وصور  وقبل كل  ذلك الترشيح و الموافقات .  وتاففت نفسة كثيرا  حين لم  يجد  اسمة الثلاثي  مع كل القوائم التي  تعلن  اسماء المحظوظين بالذهاب للطواف بالركن والمقام  . وزادت نقمتة   مرات وكرات ولم تسعفة  كل الادعية  والتوسل  بالصالحين . لان هذة الفريضة اصبحت من المحتكرات  وخضعت لتقسيم   عصي على  قواعد الرياضيات الحديثة   واخذ المتسيدون والمشايخ  منها حصة الاسد     . ولم يتبقى من  المقاعد  الباقية   سوى عدد  ضئيل   تتصارع علية الملايين الاسماء  التي تختلف  بقربها وبعدها عن مراكز القوى .حتى جائتة سفن النجاة التي  توقعها سماوية التكوين   لكنه تفاجئ  كثيرا لمعرفتة  انها دنيوية  المضمون  ودونية الاخلاق  تطلب من  شيبتة البيضاء ان   تدنس  نفسها هذة المرة بالرذيلة  حين تنزل من علياء  نفسها وتلطخ مسيرة   اربعين سنة في  دين اللة وتشتري   اطهر الفرائض  بالاحتيال . لكن عقلة المستقيل لايستطيع التفكير من ذاتة فكان علية اخذ النصح والارشاد من  القدوة الصالحة   باستفتاء  العقل الفعال  المكون كما يقول لالند  كما  يقدمة  الجابري في  نقد العقل العربي   لماذا تاخر  ظهور اسمة مثل  الباقين لانة بعد   عدة سنوات مستقبلية   لاتسعفة  بقايا جسمة  للهرولة بين الصفا والمروة  .الطواف. الصعود والهبوط     ورمي  الجمرات  على الشيطان.فكان النصح كارثة مدوية . ضربة مطرقة  حديدية   افاقت لة عقلة الراقد    في السبات  . كيف  اصبحت الفرائض  تباع وتشترى  في  مزاد علني  لمن  يدفع اكثر . في  سوق لاهبة  مملوئة بسماسرة تبيعها وتشتريها مثل ( علوة الغنم ) . وفوق كل هذا تنال هذة السماسرة  بركات المشايخ .
 هل التاريخ  واحد مثلما يقولون  والسلطة هي نفسها في  كل  عصر  وحين  تحتكر المال والثروة والجاة  وتشرع الفرائض  على هواها مثل مايقول  الناقدون . بدا  يصارع نفسة حين بدات  بذور الشك  تساورة وهو يرى بام  عينية ان مشايخة هذة المرة  تشبهوا بالرشيد وليس  بعلي  الزاهد .و بدا  ذلك العقل البسيط   يكتشف  ذاتة من  جديد  ويعيد ترتيب  حساباتة حين بيعت الفرائض واصبح للدين  سوقا علنية  واموالا تتحول  الى قصور ونساء     .تحسر على مسيرة حياة  فاقت  الاربعين سنة في  الخداع والوهم لكنة لم  يندم لانة كان يقف على  على جانب منعزل  من   كون  ممتلى بجوانب متعددة   تذوقت طعم الحقيقة في شبابها  وليس  حين اصابها الوهن والعجز   مثل ما اكتشف  .  لكنة عاد  ليتفق مع اؤلئك  فتتوا تلك الاكاذيب والاوهام  ونبشوا الماضي الغابر بحكاياتة واساطيرة وكانة  يساير   الرصافي  قي   بيتة الشهير  .
 وما كتب التاريخ في كل ماروت 
  لقرائــــها الا حديـــــث ملفـــقُ
نظرنا لامر الحاضرين فرابنا 
  فكيف بامــر الغابرين نصدقُ 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1171
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14