يا كمال الحيدري؛ أليس الإيمان هو التسليم المحض لأوامر ونواهي الأئمة المعصومين عليهم السلام؟؟ وكلما كان الإيمان أكمل كان تسليم العبد أكثر لمولاه؟ نعم؛ للمؤمن الحق أن يسأل ولكن ليس له الحق أن يحاسب المعصوم .. على أي أساس يحاسبه؟؟ يحاسبه على اي معيار وميزان؟ مرة أخرى أوكد وأقول هناك فرق بين السؤال وبين المحاسبة!
ثم السؤال ..
كيف نسأل الإمام المعصوم عليه السلام؟
نقول له مثلا: لماذ كنت كالأموات في القضية الكذائية؟
هذا أدب السؤال عند الحيدري؟؟
هكذا يُسأل الإمام المعصوم؟؟
للمؤمن حق أن يسأل ولكن بحدود الأدب.. لا يتحدث مع الإمام بزجر وغضب و انتقاد ورفع صوت، وأن يستعمل أرقى الكلمات أدبا وأزكاها احتراما عند الحديث معه .
ولعل الحيدري يرى أن الحديث مع الإمام المعصوم بضجر وغضب وصياح وانتقاد لاذع هو من صميم الأدب!! .. فإن قيمة كل امرئ ما يُحسنه، وهذا مبلغ أدب كمال ..
روى المحدث الكليني رحمه الله : عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ: قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عليه السلام:
عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنَ الْفَرْضِ مَا لَیْسَ عَلَى شِیعَتِهِمْ وَعَلَى شِیعَتِنَا مَا لَیْسَ عَلَیْنَا ، أَمَرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ یَسْأَلُونَا ، قَالَ: "فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" فَأَمَرَهُمْ أَنْ یَسْأَلُونَا وَلَیْسَ عَلَیْنَا الْجَوَابُ إِنْ شِئْنَا أَجَبْنَا وَإِنْ شِئْنَا أَمْسَکْنَا.
الکافی الشريف ،ج١ ، ص ٢١٢، ح ٨، تحقیق: علی اکبر الغفاری، ناشر: دار الکتب الإسلامیة، تهران-ایران، الطبعة الرابعة،١٤٠٧هـ .
|