لازال مشروع تشكيل الحكومة العراقية المقبلة يدور في حلقة مفرغة والحراك السياسي بهذا الاتجاه يسير نحو وضع مشوش وضبابي ، وبالتالي فان ما يعرقل إكمال هذا المشروع أصبح أكثر مما يسهل إكماله بصورة تخدم المصلحة الوطنية ..! وفي خضم هذه الدربكة التي أتعبت الشعب العراقي وزادت الطين بلة كما يقولون ظهرت مبادرات متميزة لحلحلة الأزمة يمكن من خلالها ردم الهوة بين الكتل السياسية والإسراع بتشكيل حكومة شراكة وطنية ، ومن هذه المبادرات التي كانت المدخل في الإسراع بتشكيل الحكومة هي مبادرة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي التي دعا من خلالها إلى جلوس الفرقاء السياسيين إلى طاولة مستديرة ومناقشة الأوضاع في العراق ومشاكل اختيار المرشحين وتوزيع المناصب الرسمية بصورة عادلة ومتوازنة بين الكتل الفائزة بالانتخابات البرلمانية ثم جاءت مبادرة رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني لتكمل ما بدأه السيد الحكيم فكانت دعوته التي لاقت ترحيبا واسعا لدى الأطراف العراقية لتضيف إلى المبادرة التي سبقتها تأكيدا واضحا إلى إن هذه المبادرات هي الطريق السليم لحل الأزمة الحكومية في العراق إذ يمكن من خلالها معرفة وجهات النظر وجها لوجه بين قادة الكتل السياسية ومن ثم معالجة نقاط الخلاف التي تعيق الإسراع بتشكيل حكومة شراكة وطنية يضمن الجميع فيها حقوقهم ، لذا فان تفعيل هذه المبادرات يخدم الجميع بالإضافة إلى أن من دعا لهذه المبادرات هم من القادة السياسيين العراقيين وليسوا من خارج العراق .
حامد الحامدي
كاتب وإعلامي عراقي
Alhamde.hamd8@gmail.com |