تَهدلت أغصانُ عُمرِكَ بالمتاعبا
وتلاشت أحلامُ نَفسِكَ بالمصائبا
وتهاوى عرشُ حُلمِك كُلهُ
فأ فلستَ من اهليكَ والأقاربا
وعاثت خناجرُ الغدرِ فيكَ غادرةً
فمزقت احشاءَكَ بِضراوةٍ وتكالبا
فكم عانيتَ من حصارٍ مدمرٍ
من زمرِ الثعبانِ والثعالبا
ثلاثةُ عقودٍ عِشتَها بمرارةٍ
لأجلِ بلادٍ وشعبٍ والواجبا
فوجدتَ أصحاباً إليكَ تنكروا
لصحبةِ جهادٍ وتاريخٍ ومتاعبا
وتناسوا غربةً قد عُشتَها معا
فغرتُهمُ مناصبٌ وحقائبٌ ورواتبا
فقد جندتَ نفسكَ إليهمُ متطوعا
فخيبوا ظنكَ وهذا شانُ العقاربا
بئسَ الزمانُ الذي تعلو به
قُمامةٌ على قِممٍ وشوامخٍ ومراتبا
بئسَ المقاديرُ التي تتحكمُ
ويشمخُ فيها الأكثرُ منا مثالبا
ماذا حَصدتَ من مبادئٍ جياشةٍ
غيرَ السجونِ والتشردِ والمصائبا
ما ضركَ غضبُ الدنيا بأجمعها
بل ساءَكَ الاستئثارُ والتكالبا
تكالبت شتى الكلابِ عليكَ
وأمعنت , بالسُحتِ تنهبُ وتسلِبا
وأنتَ في طاحونةِ الظلمِ صابرٌ
ويغيظكُ كل افاكٍ وسالبا
فكم تحملتَ من رزايا جمةٍ
وكم تكبدتَ من أسىً وضرائبا
فقرٌ وإيجارٌ وفقدُ أحبةٍ
وبؤسُ معيشةٍ وقهرٌ وتعذيبا
وعُدتَ مليءَ القلبِ يمطرُ دماً
ورجعتَ وأنتَ من كلِ المكاسبِ خائبا
فهذا متخمٌ , وذاكَ منعمٌ
وأنتَ تندبُ حظاً سائبا
ماذا تقولُ.؟ ولديكَ حقائقٌ
تُوقظُ الموتى وتنشرُ غرائبا
يا ماجدَ الحي لا تبتئس أبداً
فمثلكَ ملايينً تعلكُ الحطبا
فإلى متى تجترُ حُزنكَ صامتا
وغيركَ ظلماً راتعٌ بالمكاسبا
نفذَ الصبرُ والطُوفانُ مسرعٌ
فإلى أينَ اللجوءُ والمهربا
اسمكَ ماجدٌ وأنتَ بكل
شيء ماجد ٌ وللمجدِ دوماً مصاحبا
فعُمرُكَ هدرٌ في بلادٍ ذقتَ بها
شرَ المصائبِ والمتاعبِ والعجائبا
ماذا تنتظرُ من رفاقٍ رَبيتَهم
وسقيتَهم ماءَ العيونِ , فَجنيتَ الغرائبا
اصبر فمواكبُ الصبرِ محظوظةٌ
عند الإلهِ والصبرُ دوماً مراتبا
فكلُ ضميرٍ يُباعُ بسعرهِ
وضَميرُكَ فوقَ كلِ سعرٍ غالبا
طوبى لِمجدكَ يا ماجدُ
فأنتَ اليومَ أضحيتَ محاربا
طُوفانُ سَعيكَ في الصحافةِ جارفٌ
ولِسانُكَ ذِربٌ للحقيقةِ صاحبا
للهِ دَرَكَ يا صديقي ماجدٌ
فقد أديتَ حقاً للصداقةِ واجبا
حمزة علي البدري
|