بعد أن تناهى إلى سمعي أنّ متسكّعاً على أبواب الفضائيات قد وجّه كلماتٍ نابية متناسبة مع وضاعة لافظها .. إلى مقام سيد المستمسك الإمام السيد محسن الحكيم (رض) ! .. أقول له :
لم يكن مستَغرباً تجرّؤ ذيول الثقافة الإلتقاطية على هامات التشيّع الشامخة ، فإن الفارق المقامي بين من اعتلى منبر العلم والفضيلة ، ومن اعتاش على فُتات الأحزاب الفاسدة ، يجعل من مثلك يتميّز من الغيظ ، مترجماً ذلك بأبشع الألفاظ الخارجة من رأسٍ منتهيةٍ صلاحيتُه !
معلومٌ لدينا تأريخ "من استمسك بالعروة الوثقى وهو محسنٌ" ذلك العلَم المجاهد الذي قضى حياتَهُ بين مجاهدة النفس وتحصيل العلم ، ومكافحة الإحتلال البريطاني في الشعيبة ، واستئصال الانحراف الشيوعي ، ومجابهة العدوان البعثي .
فقد تحدّث عن شخصيته من عاصره والتقى به وعايشه ، بأنّ شخصية الإمام الحكيم قد جمعت محاسن الخصال من القوّة والحكمة والتواضع والزهد وغيرها .. ما جعلته - مع ما حباه الله من وافر العلم - حقيقاً بزعامة الطائفة وحراسة المذهب .
وقد ازدهرت الحوزة العلمية في وقته وتوسّعت بفعله ، وانتشر مبلغوها في عموم البلاد ، بل في عموم العالم الاسلامي .
واليوم يلقّبه المراجع والعلماء بسيد المستمسك .. إشارة إلى تأليفه كتابه الاستدلالي " مستمسك العروة الوثقى " شرحاً للعروة الوثقى للسيد اليزدي (رض) الذي تفائل بالقرآن الكريم في تسميَته ، ففتح المصحف الشريف وإذا بقوله تعالى : ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) فهو مُحسن الحكيم وكتابه شرح لكتاب العروة الوثقى ، فأسماه مستمسك العروة الوثقى عملا بمنطوق الآية الكريمة .
ولا يمكنني بهذه السطور أن أُحيط بأحوال هذا العلَم من أعلام مذهب أهل البيت (ع) ..
إلا أنّ الأديب والكاتب الدكتور محمد حسين الصغير يختصر كفاح الإمام الحكيم (رض) ببيتين من الشعر ، حين وقف أمامه قائلاً :
سر في جهادك ما برحت موفقا *
سيفان في يدك العقيدة والتقى
سر في جهادك فالجميع بحاجة *
للدين والاسلام ان يتطبقا
فمن كان هذا شأنه ... لا يضرّه هذيانك ...
أما أنت ... فلم يكن غائباً عنّا تأثّرك بالفكر الماركسي حين كنت في قضاء الرفاعي قبل انتقالك إلى النجف الأشرف ، ووقوفك في أبواب السلاطين في مصرَ واستماتتك على التقاط صورة مع الرئيس جمال عبد الناصر ، والتقاطك الثقافة القطبيّة المخالفة لأهل البيت (ع) ، وصلاتك على جنازة الشاه محمد رضا بهلوي في وقتٍ لم تجف دماء الشيعة الذين ذبحهم في إيران بعدُ ، وغير ذلك من محطات مسيرتك ال ....
وفي الختام ... أقول :
مهما حاولتم أن تنالوا من أساطين المذهب وحماته .. فإنّ الله قد تكفّل نصرتهم ... قال تعالى : ( إن االله يدافع عن الذين آمنوا ، إن االله لا يحب كل خوّان كفور ) .
هذا والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
|