"ستكون لنا حديقة عندما تخضر نفوسنا"
لهيب الامين – بتصرف
كلما فكرتُ بالكتابة انتهيت بالفشل, فتركتُ القلم جانباً وهربتُ مشمئزاً الى الحديقة الخضراء جوار مسكننا.
فالمسار الذي يفصلني عنها ما هو الا عدداً من الامتار حتى اقع وسط الارض المبللة بقطرات ندى الخريف واشم عطر زهرة الياسمين والاوركيدا وفوحان رائحة اكليل الجبل التي تشبه كثيراً اخلاق وطيبة اهلنا.
هذه هي المشكلة التي صادرت حرية قلمي هذه الايام, باستثناء اليوم, عندما تفضل عليَّ الهاتف بمكالمة هاتفية مع معلمٍ فاضل وصديق خلوق. فبدأتُ اتذكر ما دار بيننا من احاديث اثناء اللقاء الثاني الذي جمعني به في العراق بعد لقاء التعارف الذي حصل في احدى مطارات العالم قبل اربعة اعوام تقريبا, حيث تطرق بحديثه الى ما يدور في المنطقة من ظروف اوصلتنا الى ما نحن عليه وربطها بفقدان المجتمع للاخلاق.
كيف لا؟ والاخلاق اليوم اضحت شبه معدومة في مجتمعاتنا العربية الاسلامية التي امتازت بالاصالة والكرم والايمان والتي آلت الى ضياع أُسس ومبادئ الاخلاق.
استذكر بيتاً شعرياً يقول : اذا بيئة الانسان يوماً تغيرت.. فأخلاقهُ طبقاً لها تتغيرُ. وهذا ما حل بنا في السنوات الاخيرة التي عانت منها بلاد النهرين من الجفاف, وامست بلاد السواد صحراء رملية قاحلة, وما حل بالانسان من انحطاط فكري غير مسبوق في عصرٍ يحتفل بالتطور العلمي والفكري.
لكن رغم ذلك لا يزال المتفائلون القلة على قيد الأمل, فهم اسمى وافضل من المحبطين والمتشائمين الكثرة امثالي, حتى قال لي استاذ الحياة بأننا سنمتلك حديقة كتلك التي اهرب اليها يومياً عندما تخضر نفوسنا بالخير والمحبة.
نيوزيلاند
|