• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شرارة الظلم .
                          • الكاتب : السيد اسعد القاضي .

شرارة الظلم

عين فوّارة معينها لا ينضب.. تسقي الزرع فتخرج منه جناتٌ من أعناب والزيتون والرمان.. ومن النخل من طلعها قنوان دانية..

 نفضّل بعضه على بعض في الأُكُل .. أحد عشر نخلة غرسها النبي (ص) بيده المباركة.. ماء وضوءه أعاد الحياة لعوسجة أم معبد..   

فما ظنّك بغرس يباشره بيده الشريفة ؟! .. فسيلةٌ غرسَها عمر فقلعها سيدُ الكونين وأعاد غرسها .. كل ذلك حَباءً لفاطمة.. 

إنّها فدك.. تلك الأرض التي كثر العثار فيها والاعتذار منها.. ونِعم الحكَمُ الله .. أرض صفَت للنبي (ع) خالصةً له من دون المؤمنين ..

 صالح عليها يهود خيبر بعد أن وضعت الحرب أوزارها .. ما مضى كثيرُ وقت حتى جاء الامر الإلهي بدفع فدك إلى الصدّيقة..

 كردّ جميل لما أبلته خديجة منبلاء حسن يضاهي بلاء المجاهدين.

ها هو النبي (ص) يؤتي ذا القربى حقّه.. وها هي أمّ أبيها تستلم نحلتها من أبيها.. شهود تلك النحلة سادة الارض..  

عليّ وحسناه..

 وربما تلافياً لخدش المنافقين بالشهود المطهَّرين أضيفت إليهم أمّ أيمن تلك المرأة الصالحة لتكون الشاهد الآخَرعلى تسليم فدك للصديقة (ع) .. 

مضت الأيام كأسرع ما يمضي.. انطوت صفحة من صفحات الدار الدنيا المشرقة.. فارق النبي (ص) الحياة.. تنكّرت الدنيا وأهلُها..

 انقلب الناس على اعقابهم .. قابلوا الصدّيقه (ع) بوجههم الآخَر.. تعدّت أيديهم إلى النحلة فغصبوها..

 أخرجوا وكيل الصدّيقة (ع) من فدك..

 أنكروا انّ فدك ملكلها.. 

أقامت الصديقة (ع) البيّنة وهي غنيّة عنها.. حيث مضى دهرٌ وفدك تحت تصرّفها..

 الطرف الآخر هو أحوج الى البينة منها..

  مع كلّ هذا حضرشهود فدك المنزّهون ليُدلوا بالشهادة على وجهها.. طعن الحاضرون بشهادة الشهود.. 

عليّ يشهد له النبي (ص) أنه مع الحقّ واذا به يجرّ الىنفسه.. حسَنا رسولِ الله (ص) طفلان لا يستطيعان أن يقيما الشهادة..

بكلّ بساطة رُدّت شهادة الأكرمين على الله.. لكن قُبلت شهادة الأعرابي أنّه سمع النبي (ص) يخبر أن الانبياء لا يورّثون ..

 في الشهود بقيّة .. أم أيمن صلاحها لا يُنكر.. رُدّت شهادتها لأنها أعجمية .. عادت أم أبيها إلى المنزل وقد غصبت فدكها .. 

لم تكن الزهراء (ع) بالتي تتوانى دون إظهار ظلامتها ، وإفشاء الأمر اكثر ..  تريد ان تثبت للناس  ـ بل للأجيال ـ

 أن أوّل لِبنة وضعت لبناء الدولة الجديدة  لَهي لِبنة غصب وكذب وزور.. 

هذا نموذج من ظلاماتها التي غضّ المسلمون عنها طرفاً من أجل دنياً فانية.. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=116045
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 02 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14