• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : 8 - الشيخ محمد علي اليعقوبي والانتخابات العراقية ثم أخوانيّاته وطرائفه .
                          • الكاتب : كريم مرزة الاسدي .

8 - الشيخ محمد علي اليعقوبي والانتخابات العراقية ثم أخوانيّاته وطرائفه

8 - أشهر أخوانيات وطرائف شعراء  النجف الأشرف

الحلقة   الثامنة

 بين 1775 م -  1975م

 

1 - مقدمة صاعقة : يقول الشيخ محمد علي اليعقوبي ( ت 1965م) عن الانتخابات العراقية من قبلُ ، وهي هي من بعدُ..!!

للانتخابات قــــــــامت *** معـــــاركٌ ومعامعْ

لكلّ حزبٍ  هـتـــــــافٌ ***تستك منه المسامعْ

فللشباب  طمــــــــــوحٌ **و(للشيوخ)  مطامعْ

سوق  الضمـائر فيها*** مابين شارٍ وبائــــعْ

ذرائعُ  القــوم شتى ***والمال بعض الذرائـعْ

وليس يــــربح إلا *** من رشّحته المـــراجـعْ

 

2 - اليعقوبي والانتخابات العراقية :

 

سأشرع ( عكرف لوي) بهذا البحث الممتع الظريف اللطيف مع أخوانيات وطرائف شيخنا الشاعر والمؤرخ والخطيب  الجليل الشهير محمد علي اليعقوبي رحمه الله ( توفي 1965م)

الانتخابات العراقية من قبلُ ومن بعدُ ...!!     

الانتخابات النيابية (البرلمانية)  الشغل الشاغل للإنسان وللمجتمع بقياداته الدينية والسياسية والعشائرية ، وأنا أتكلم على مستوى العراق وبخصوصه ،  فحين قامت في عشرينات القرن الماضي لأول مرة ، استعد الشعراء لها ،  ووجدوها الفرصة المناسبة لنقد الأوضاع السائدة ، وإبراز الذات الشاعرة ، وهل تعتقد ان الشاب المتألق الشيخ محمد علي تفوته هذه اللقطات؟

اذا اجبت بنعم ، فاذاً أنت في خطأ مبين!!

 ففي بداياتها نظم مقطوعة ، تلاقفتها الألسن ، ونشرتها صحيفة (الرعد) ، فشاعت في البلاد بين أفواه العباد ، قدّمناها ونكرر :

للانتخابات قـــــــــامت *** معـــــاركٌ ومعامعْ

لكلّ حزبٍ  هـتـــــــافٌ ***تستك منه المسامعْ

فللشباب  طمــــــــــوحٌ **و(للشيوخ)  مطامعْ

سوق  الضمـائر فيها*** مابين شارٍ وبائــــعْ

ذرائعُ  القــوم شتى ***والمال بعض الذرائعْ

وليس يــــربح إلا *** من رشّحته المـــراجعْ

( المراجع)  - جزماً  - لا يقصد  بهم ( مراجع الدين) ، إذ أنّ معظمهم - ولا أقول كلّهم -  على امتداد تاريخهم لم يتدخلوا بشكل مباشر أو غير مباشر بتنصيب هذا أو خلع ذاك ، لأن هذا يقلل من شأنهم الديني  ، وهو الأدرى بخفايا الأمور ، وكان الرجل من حاشية بعض المراجع الكبار ، فليس من المعقول والمنطق أن يدين نفسه ، على أغلب ظني يعني مراجع السياسة والسياسيين ، أو في عصر القصيدة لم تكن المرجعية الدينية قد انفردت لأحدهم ، والكبار منهم قد هجّروا إلى إيران ، وهم الشيخ مهدي الخالصي ، وشيخ الشريعة ، والسيد أبو الحسن الأصفهاني في بداياته.   لم يكتفِ اليعقوبي بهذا...ولكن لا ندري بتورية (الشيوخ) ، هل عنى شيوخ الدين أم شيوخ العشائر أم كبار السن ؟! شيخنا اليعقوبي ليس بالرجل البسيط ، يعرف كل الشيوخ ، ويضرب على أكثر من وتر ...!!

 المهم كل مدعبل عند الناخبين جوز! ولو كان من طين جامد ،  ولسان صامت ، فكان يرى الأعضاء تماثيل منحوته ،  وهياكل ً مصنوعة، لذلك ارتجل حين سئل عنهم ببيتين قائلا:

أرى البرلمان ونـــوابه ***سكوت به ســكتة الأخرسِ ِ

تماثيل ينحتها الإنتداب ** وتعرض في قاعة المجلس

وهل تتصور أنّه سكت عند هذا الحد؟

كلا! ...بل تابع أمر المجلس  ، وعقد جلساته ، وإكمال نصابه ، وأهمية قرارته ،  لإيقاف الخراب ،والمطالبة بالحساب ،  نظم قصيدة نشرتها الصحف ،  وتداولها الجمهور استهزاء بالأمور، اقرأ وتذكر:

أرأيت في بــغداد مجلسنا الذي ***أخذت  مقاعدها به  النــــــوابُ

نصبت على تلك الكراسي التي  *** فيها هياكل كلّهــا  أنصــــــابُ

نجحوا وأسباب النجــاح  كثيرةٌ  ** في الانتخاب ، وبئست الأسبابُ

رضيت نفوسهم بنيل مرارهـــا  **** وجميع أبناء البلاد غضـــابُ

ما ضرّهم ،وقصورهم  فيما ازْ **  دهت معمورة ، إنّ البلاد خـرابُ

سيطول موقفهم  إذا ما حوسبوا *** حيث الجرائم ما لهنّ حســـابُ

ومن الأمور المستحيلة أنّــه   *** ينجو القطيع ، وحارسوه ذئـــابُ

لا درّ درّ مجـــالس ٍ أعضاؤها   ** سيّان إن حضروا بها  ،أو غابوا (1)

 

 

3 - اليعقوبي: نشأته ، حياته :

 

خرّجت مدينة النجف الأشرف العديد من العباقرة والأعلام ، ولكن الحكومات العراقية وكعادتها ، لم تنصف العراق ورجاله ،  ولم تعرف قدر عباقرته وأثرهم على مسيرة الحضارة الإسانيه ورقيها.

في الحفل التأبيني الذي أقيم بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة اليعقوبي ، تفضل الدكتور عبد الهادي التازي سفيرالمملكة المغربية في بغداد عام (1965) بكلمة حملت بعض مضامينها : ستحمل شوارعنا بلا ريب اسم الشيخ اليعقوبي كما حملت من قبل أسماء لرجال العراق . ولا نعلم هل تم الوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه أم لا ،  ومن الجدير ذكره ،  يضم ديوان اليعقوبي عشر قصائد عن فلسطين  وحدها،  ومثلها لأقطار المغرب العربي الثلاثة  .

 4 - من الظلم سعي اثنين  في قتل  واحـــدِ:

يعجبني من اليعقوبي هذا التضمين الرائع والبليغ لقول ( القاضي الجرجاني )  ، كما أعجب من قبلي الأستاذ الكبير جعفر الخليلي رحمه الله ،  وذلك إثر معارك ( الريف ) في المغرب ، وشموخ عبد الكريم الخطابي ( الريفي ) ، إذ تهجم شيخنا اليعقوبي على الفرنسيين والأسبان بسخرية لاذعة :

  أتت زمرة الأسبان تترى وخلفها **الفرنسيس في جيش ٍ على الريف  حاشدِ

فيا دولتـي بغي حدا الظلم فيـهما **** إلى حرب شـعب ٍ ماله   من   مسـاعـدِ

حنانا  على الريف الضعيف  فأنّـــه *** من الظلم سعي اثنين  في قتل  واحـــدِ

يعتبر اليعقوبي من الطبقه  الأولى  من بين شعراء عصره ، إن أنصف الحكم  - إذا أستثنينا الجواهري ،  فهو حالة متميزة -   لسهولة شعره الممتعة ،  وجزالة لفظه ، وعذوبة نغمه ، وقوة معانيه المبتكرة ، وسرعة بديهته

.

5 - فالشعر ما ترتاح عنـد نشيده كل ّالعواطفْ:

ففي مقطوعة من قصيدة نظمها سنة 1344هج - 1926 م ، ونشرها في مجلة ( الفضيلة ) ، قال عن الشعر :

ما الشعر ، ما رقم اليراع**** منمقا فيه  الصحائــفْ

فالشعر ما ترتاح عنــــ  *** ـــــد نشيده كل ّالعواطفْ

تصغي له الأسماع مـــن ***طرب ٍ،  وتهتزّ  المعاطفْ

الشعر ما تكسوه رقّــّــ  ***  ـة لفظه أسنى  المطارفْ

وحوت معانيه الحقـــــا   **ئق والطرائف   والظرائفْ

هذا شعره ، وهذا منهج مسيرته الأدبية .

 

6 - ولي مقول ٌ في الشعب ناه ٍ وآمرُ:

أما خطابته ، فهو الخطيب المفوّه الذي يسحرك بنبراته الجياشة ، وقصصه التاريخية الممتعة لما يريد أن يدلك عليه من تجارب الأولين ، وأخبار الماضين بأسلوب جذاب ،  فتسمع ولاتمل ،بل تستزيد ، وشواهده الشعرية الممتعه والمكملة  للمعنى الذي يريدك أن تذهب إليه فرضاً ، وأنت  طائع مطيع ! ، وكانت هذه شغلته  ومهنته ،وشغله الشاغل ، ولم يقبل لها بديلاً ،  لأن ببساطة على المنبر هو الآمر الناهي ، وعلى الكرسي هو المأمور المنهي ، وقد صرح بذلك صراحة ، عندما أغرته السلطات بمنصب رفيع لاستمالته وإسكاته وسكوته عن النقد الفاضح ، والتصريح الجارح قائلاً :

أأرتاح  بالكرسي  مزدهيا  به  *** وتهتز ّ من  شوق  ٍإلي ّ المنابرُ ؟

وأضرع   مأمورا   لناه ٍ وآمرٍ  ***ولي مقول ٌ في الشعب ناه ٍ وآمرُ

رضيت لنفسي في الحياة بمقنعٍ ٍ** من العيش  يأباه خطيب ٌ  وشاعرُ

ولم أدخر غير القناعة    ثروة ً***وتلك  التي  تبقى  وتفنى   الذخائرُ             

  7 - أما بحوثه التاريخية .. فهو باحث قدير ، ومحقق ثبت ،  وعلامة مقتدر ، وأديب كبير . وكان الرجل الشيخ حسن المعشر ، لطيف الدعابة ، خفيف الروح ، طيب القلب ، بسيطاً مع البسطاء ، عظيماً مع العظماء ، هكذا عرفته جاراً لنا في محلة البراق ، وهكذا عرفته خطيباً في مجالسنا ، أو عندما يقضي شطراً من ساعات المساء – أحياناً في ( براني بيت جدي ) ،وهكذا عرفته وأنا في شرخ الشباب عن بعد ، وفهمته عند كهولتي بعد مماته عن قرب ، إنه رجل عملاق .. وهو الآن أمامي بقامته المربوعة التي تميل إلى القصر ، وأكلتها سنوات العمر ،ونظاراته بزجاجيتيها الشفافتين أمام عينيه الصغيرتين الثاقبتين ، تجلس معه ولا تود أن تفارقه ، الزمن الطويل قصير بحضرته ، والساعات تنقلب معه دقائقاً ، رحم الله شيخنا الجليل , ورحم الله تلك الأيام.   

8 - ولادته  :

ولد شيخنا اليعقوبي في النجف الأشرف (2) في شهر رمضان المبارك سنة 1313 هـ / 1895 م واسمه محمد علي بن يعقوب بن جعفر بن ابراهيم النجفي 3) , كان والده فاضلاً أديباً شاعراً تخرج على يد السيد أبراهيم الطباطبائي النجفي الشاعر المشهور (4) ، حمله والده معه في هجرته إلى الحلة وهو صغير فنشأ فيها محاطاً برعايته ، وقرأ القرآن الكريم على يد السيد سليمان وتوت (5) ، ثم أخذ يختلف على دار السيد محمد القزويني، فرعاه وأحسن رعايته ، وشجعه على حفظ الشعر وفهمه ( 6) ، ولازم الشيخ محمد حسن أبا المحاسن وتخرج عليه ( 7) وهاجر من الحلة الفيحاء 1333 هـ / 1913  ، فسكن قرية جناجة ،ثم هاجر إلى السماوة (8) ، وأمتهن الخطابة ، وعندما سقطت بغداد 1916 م لجأ إلى النجف (9) وبعدها انتقل إلى الحيرة وكانت الحيرة تشتهر بأنتقائها الخطباء ، فمكث بها إلى 1923 م ، وانتقل منها إلى النجف .

9 - تأسيس جمعية الرابطة الأدبية :

 

في سنة 1932 أسست جمعية الرابط الأدبية وكان عميدها السيد عبد الوهاب الصافي ومن أعضائها المترجم له , وبعد فترة عُين الصافي قاضياً  ، فانتخب اليعقوبي عميداً لها إلى آخر حياته ( 10)  ، ومما يذكر أن السيد عبد الوهاب الصافي لما كان عميداً للجميعة ، وكان يكثر من زيارة الشيخ محمد رضا الشبيبي ، إذ كان وزيراً للمعارف ويرهقه بإطراء الرابطة ومشاريعها وأعمالها حتى تضايق الشبيبي ، فقال للصافي ، أنت مريض بذات الرابطة ، فلما انتقل الصافي إلى سلك القضاء ، كتب شيخنا اليعقوبي إلى السيد الصافي ممازحاً بعد أن اشتهر الصافي بـ ( ذات الرابطة ) :

 ياصاحب الذات التي أعيا الورى ****منها شفاك ولات حيت شفاءِ

عوفيت  منهـا  وابتليت  بغيرهـا **** من ذات  رابطة  لذات قضاءِ

والشيخ اليعقوبي على مايبدو أيضاً أبتلي هو الآخر بـ  (ذات الرابطة ) ، لأن هذا الواجب الإنساني يحتاج إلى جهد جهيد ، فكتب اليعقوبي ، مرة ثانية للسيد الصافي قائلاً :

ياصاحب الذات التي***علقت به  طول الزمان

أشكر  إلاهــك   إنّه  **عافاك منها وابتلاني(11)

 

10 - بزوغ نجمه الخطابي: كأنك موسى والعصا عنده العصا!! 

بعد أفول نجم السيد صالح الحلي ، بدأ نجم اليعقوبي بالصعود وهو يتلألأ، ويشيع أكثر يوماً بعد يوم (12) حتى أصبح سيد المنبر الحسيني ، له اليد الطولى في توجيه الناس وإرشادهم (13) واشتهر في المدن العراقية الكبيرة ، وصار لمنبره وزن كبير ، ولشخصيته مكانة في النفوس ، لما إمتاز به من غزارة العلم ، وجمال الأدب، ورقة الطبع ، ونقاء السريرة (14)،ثم أنّ المرجع السيد أبا الحسن ( رحمه الله ) بالتزامه للشيخ اليعقوبي ، ومساندته له  ، وحضور بعض مجالسه ، شجع الناس على الإحتفاء به ورفع ذكره. ومما يذكر الأستاذ جعفر الخليلي في ( هكذا عرفتهم ) : وقد رآه مرة السيد أبو الحسن يمشي في معيته وهو في طريقه إلى الحرم الشريف متعثراً فسأله عن عصاه ، وكانت لليعقوبي عصا هي دون الصفصاف  الرخيصة الثمن ، فقال اليعقوبي : لقد كسرت عصاي  أمس ، فناوله السيد أبو الحسن عصاه ، وهي عصا من الأبنوس الثمين ، فكان من أكبر رموز التقدير ان يدفع المرجع الروحي الكبير بعصاه التي يستعين بها إلى أحد في وسط ذلك الجمع الغفير ، الذي اعتاد أن يحيط السيد أبا الحسن في أثناء سيره ،فقبلها اليعقوبي شاكراً، ولم يسر بضع خطوات في الطريق حتى تقرب من السيد أبي الحسن، وأنشده قائلا :

أبا حسنٍ ٍلا غرو أن ألقت العصا ****يدٌ  منك  أبصرنا  مواهبهــا  فيـضا

كأنك موسى والعصا عنده العصا ***وإنّ اليد البيضاء منك اليد البيضا (15)

11 - مؤلفاته : ستنفعني  في  يوم  تفنى  الذخائرُ.          

وخلّف اليعقوبي عدة دواوين ومؤلفات منها ( الذخائر ) ،وتتضمن حوالي خمسين قصيدة في مدح ورثاء أهل البيت طبعت سنة 1949 م ، وقدصدرها بالبيتين الآتيين ، ولاتفوتك طبعا التورية في شطر البيت الثاني :

سرائر  ودٍّ  ٍّللنبيّ  ّورهطــــــــــه  *** بقلبي ،  ستبدو يوم تبلى  السرائرُ

وعندي ممّا قلت فيهم  (ذخائرٌ )   ***  ستنفعني  في  يوم  تفنى  الذخائرُ        

والمقصورة العلية قصيدة من (450) بيتاً في سيرة الإمام علي (عليه السلام ) ، طبعت سنة 1925 م ، والرجل - والشيء بالشيء يذكر- بسبب عقيدته وبيئته و التزامه الديني ، كثير التعلق بالإمام ( ع )  وزياراته الدورية لحضرته ،  وفي إحدى  السنين شكا الشيخ ألماً حاداً أصاب عينه ، منعه من زيارة 27 رجب المخصوصة لأمير المؤمنين (ليلة المحيا ) ، والدنيا قامت قيامتها عنده،والسيد جواد شبر الخطيب  كان يعوده ، فأنشده اليعقوبي متحسراً لعدم قدرته على الزيارة ، ومعتذراً لإمامه  قائلاً :

أبا حسن ٍ عذراً ، إذا كنت لم أطق ****زيارة مثواك الكريم مع النــــــــاس

فلولا أذى عيني ورأسي  لساقني ****إليك الولا سعياً على العين  والرأس

ومثل هذا الرجل الذي يُعتبرخادما لآل البيت قولاً وفعلاً ، عنده الزيارة تعادل الدنيا وما فيها ، وقالها بصريح العبارة :

قالوا ترى الأيام قد  أدبرت  ****عنك، وزادت في تجنيها

فقلت :حبي لبني المصطفى  ****خيرٌمن الدنيـــا وما فيها         

وللشيخ  ديوان شعر يتضمن القصائد الوجدانيه والوطنية والتاريخية طبع سنة 1928 م ، و ( البابليات ) ثلاثة اجزاء طبع سنة 1952 م , وحقق الشيخ اليعقوبي عدة دواوين لشعراء , كاد يطويهم الزمان بعد أن جمع شعرهم ودققه وحققه ,, كالشيخ صالح الكواز ، والشيخ عباس الملا علي ، ووالده الشيخ يعقوب الحاج جعفر ،  والشيخ عباس شكر ، والشيخ  محمد حسن ابي المحاسن (16) .

 

 12 - وفاته :

توفي الشيخ اليعقوبي رحمه الله في النجف الأشرف فجر يوم الأحد 21 / جمادي الثانية سنة 1385 هـ - المصادف 17 / 10/1965 عن سبعين عام .

رحم الله اليعقوبي إنساناً وشاعراً وخطيباً ومؤرخاً ومحققاً  .

 

13 - قالو عنه:

قد وصفه الأستاذ توفيق الفكيكي في جريدة الهاتف مرة قائلاً : الأديب البارع ، والشاعر المبدع المخترع ، والمؤرخ الضليع المتتبع ، والخطيب المصقع الذي يتصرف بالعقول والقلوب من فوق منبره ،  مملوء الإهاب بالفتوة ،  ذكي الفؤاد , مرهف الحسّ ، قوي الذهن ، سريع الخاطر، حاضر البديهية ، ذو شاعرية فياضة دفاقة ، وما فيه عيب إلاّ انّه حلو المذاق ، وريحانة الندماء (17)   ،ويقول عنه السيد جواد شبر في ( أدب الطف ) : أديب خطيب وباحث كبير ،علم من أعلام الأدب ، وسند المنبر الحسيني ، له اليد الطولى في توجيه الناس وإرشادهم ،  ولا زالت مواعظه حديثاً معطراً ، لايكاد يملّه جليسه ، فمن أشهى الأحاديث حديثه ، وما جلس إلا وتجمع الناس حوله من الأدباء وأهل الذوق الأدبي يتوقعون نوادره وملحه ، وأحاديثه الشهية ( 18)  ، ويقول الأستاذ جعفر الخليلي : اليعقوبي من أكثر الشعراء المعاصرين الذين يزخر شعرهم بالبديع من الجناس والتورية والأمثال والتضمين الذي يرسله عفو الخاطر دون تكلف ودون تعقيد (19) ، ونعته العلامة الشهير والمحقق الكبير ( اغا بزرك الطهراني) (20 ) في كتابه ( نقباء البشر ) : خطيب شهير ، وشاعر كبير ، وباحث فاضل .. وقد سطع نجمه في مجال الأدب ونوادي الشعر ، وذاع اسمه وبرز في الخطابة ، واشتهر في المدن العراقية الكبيرة ، وصار لمنبره وزن كبير ، ولشخصيته مكانة في النفوس لما امتاز به من غزارة الفضل ، ورقة الطبع ونقاء السريرة (21) ، أما الشيخ علي الخاقاني بالرغم من تحفظه عليه نتيجة حزازات شخصية في قلبه عليه لا يتسع المجال لذكرها ، فقد شهد بأنّه خطيب شهير ، وأديب معروف ، وشاعر رقيق (22) ثم ذكره قائلاً : وهو إنسان مرح الروح ، لطيف المعشر ،رقيق الحديث مليح النكتة ، قصاص بارع ،وفكِه متين ، متواضع ما وسعه التواضع (23) .

14 - طرائفه ومواقفه الوطنية :

الرجل وطني غيور على مصالح شعبه ، وقضايا أمته ، وشاعر ثائر ، لا يخشى لومة لائم في قول الحق ، وإظهار الحقيقة ، يتمتع بجرأة أدبية كبيرة  ، وقدرة على نظم البيتين والثلاثة حيث تسير مسير الأمثال على ألسِنة العامة والخاصة ، مما تسبب إحراجاً كبيراً للسلطات  (24)، وكان الأجدر بها أن تتقبل النقد  ، وتصلح نفسها ، وتتنبه إلى أخطائها ، وتقوم المعوج .

15 - قد عزّ  يا انكلتـــــرا مـــــا تبغيـــن:

أثناء الحرب العالمية الأولى ، عندما كانت ألمانيا تحارب إلى جانب الدولة العثمانية ، دول الحلفاء،كان الألمان يركزون قسطاً كبيراً من دعايتهم حول منطاد ( زيبلن ) ،وهو منطاد ضخم جداً يحلق عاليا في السماء وترسله المانيا لقصف لندن وباريس ،  وتدعي انه يَحدث دماراً كبيراً لعظمته ، ومن طريف ما يذكر في هذا الصدد أن الشيخ اليعقوبي نظم قصيدة أثناء حصار الكوت ، أشار فيها إلى منطاد زيبلين ،  ومبلغ التدمير الذي أحدثه في لندن ، وهذه بعض أبيات منها :

لله جيش المسلميـــن المنعـــوتَ *** كلّ حجي قد عــــاد منه مبهــوتَ

صال على انكلترا وهي الحوت ***  ولم  يزل  يطردها  حتى  الكــوتَ

من بعد ما جاست خلال سلمـان

قد عزّ  يا انكلتـــــرا مـــــا تبغيـــن *** وراءك اليوم عن المــعصومين 

ليس   الـعراق   مثلـما    تظنيـــــن ****فلندن حــــام  عليها  زبــــــلين

يقذفها   قنــــــــابلاً ً   ونيـــــــران (25)

16 - الموصل الحدباء رأس بلادكم: 

وثار الشيخ اليعقوبي على طلب تركيا بإلحاق الموصل الحدباء إلى أراضيها في مؤتمر لوزان الشهير سنة 1923 م ، بأعتبار أن الموصل كانت خارج النفوذ البريطاني عند إعلان الهدنة عام ( 1917) ، واستمرت المشكلة فترة من الزمن واعتبر اليعقوبي ، إن الموصل رأس العراق ، ولا يمكن أن يعيش بدونه ، فقال مخاطباً المجلس التأسيسيي :

ياأيها الـــنواب صونوا شعبكم  **** بالاتـــحاد وبالحجى والبـــاسِ ِ

الموصل الحدباء رأس بلادكم ****  والجسم يفنى بعد قطع الراسِ (26)

17 - ولندن ليس بها حامية: 

وعندما اصطدم العراق بالجيش الإنكليزي عام 1941م إبان الحرب العالمية الثانية ، نظم اليعقوبي قصيدته اليائية التي أنشدها في دار الرابطة الأدبية في النجف ومطلعها :

بالشعب قد عاثت يد عادية *** فجددوها نهضة ثانية (27)

ومنها البيت :

جاءت لتحميك على زعمها  ***ولندن ليس بها حامية

قد نشرتها أمهات الصحف العربية ، وأذيعت من أغلب المحطات العربية حتى لقد كان المستر (بيرون) الذي كان رئيساً للعلاقات البريطانية  ، كلما رأى أديباً قائلاً اختصر: ( ولندن ليس بها حامية ) ، ثم يسأل على سبيل المزاح والتهكم كيف صحة اليعقوبي ؟! (28)

 

18 - يا قوم : ما الأحزاب غير سحابة ٍ *** جوفاء ترعد في السماء وتبرق

وعلى مايبدو أن اليعقوبي ( رحمه الله ) ، قد خاب أمله في أواخر أيامه , واعتصر قلبه الالم لما وصلت اليه الأوضاع السياسية من عدم انسجام وطني يلم شعث الشعب ، فسمعت منه قصيدة في إحدى المناسبات أتذكر منها هذا البيت وهو الشاهد :

سل ثورة العشرين أين رجالها *** فجهادها وجهودها ذهبت سدى !!

وعلامات التعجب لكاتب هذه السطور ، وله بيتان آخران من ضمن قصيدة ألقاها في جامع الهندي في النجف بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام الحسين (ع ) سنة 1964  ، قبل وفاته بسنة ، وكان العراق حينها يمرّفي ظروف بالغة الخطورة والصعوبة،والصرعات السياسية وصلت إلى  درجة لا يمكن السكوت عنها ، فقد سخط على الأحزاب السائدة  ،وهذا رأيه ، وعلى أغلب الظن ، كان يمثل وجهة نظر المرجعية , يقول فيهما :

يا قوم : ما الأحزاب غير سحابة ٍ *** جوفاء ترعد في السماء وتبرق

طورا  بهم  فهدٌ  يســـــود  وتارةً *** يتزعم القطـــــرين  فيهم عفلق

ونقول لو أدرك شيخنا هذا الزمان ما ترى سيقول ؟!

 

 19 - بغداد قد جُبيت للغرب ثروتــها  *** والشعب ثروته تَجبى لبغـداد

على كل حال يحفظ الجيل المعاصر للشيخ اليعقوبي كثير من نتفه السياسية  ، ونحفظ معه هذه النتف ،وأرتأينا أن نذكر ما يسرّ الخاطر :

قد أصبح الوطن المسكين بينهم ****حباله نصبت في كف صيادِ

بغداد قد جُبيت للغرب ثروتــها  *** والشعب ثروته تَجبى لبغـداد

20 - خلّص عبادك  من طه وياسينِ:  

ولمّا تولّى ياسين الهاشمي رئاسة الوزراء ، وأخوه طه رئاسة أركان الجيش ، ضربهما دفعة واحدة ، ولا أعتقد ستفوتك التورية في البيت الثاني عن سورتي ( طه ) و (ياسين ):

قالوا وزارتكــــــــــم ياسين يرأسها *** ويرأس الجيش طه في الميادين ِ

يا ربّ ( طه ) و( ياسين ٍ) بحقّهما  ****  خلّص عبادك  من طه وياسينِ

21 - أضرّ على البلاد  من الجرادِ:  

  واحفظ له بيتين من بحر الوافر - من بعض ما أحفظ له  منذ مطلع الستينات - يعبران أجمل تعبير عن ضرر الفساد الأداري للمجتمع , وكيانه الأقتصادي,وبعده الأخلاقي:

           آلا قل  للوزارة  وهي  تبغي*** مكافحة الجراد عن البــــلادِ

فهلا كافحت في الحكم قوماً ***أضرّ على البلاد  من الجرادِ

22 - فاستقبـــــــــل الشعب الوزا  *** رة بالصلاة على محمدْ  

ولما شكّلت وزارة ( أرشد العمري ) ، قد تناولها بداية بالاستهزاء من التقلبات السريعة، ولم يكن يحمل ضغينة على العمري ، بل لم يكن يعرفه أصلاً ، فالسخرية عامة  :

قالو الوزارة شكلــــــــــــت  *** بــرئاسة العمري ارشدْ

فاستقبـــــــــل الشعب الوزا  *** رة بالصلاة على محمدْ

23 - بيت الله ولينين ...!!

ومن سخرياته  اللاذعة ، وصوره للمفارقات البارعة  ،عندما أدّى الرئيس العراقي عبد السلام عارف العمرة ،  وعاد إلى العراق ، سرعان ما شدّ الرحال ليزور موسكو ، ويضع أكليلاً من الزهور على قبر لينين ، خاطبه الشاعر قائلاً :

بالأمس  كنت ببيت الله  مــــعتمرا ً *** ترمي الجمار على مآوى الشياطين ِ

واليوم ترمي أكاليل الزهور على *** **ضريح قبر ٍ بنوه فـــــــــــوق لينين (29) ِ

لا أخالك تختلف معي أن الصورة مضحكة ، والمفارقة ملفتة ، والشيخ كان يعرف العرف الدبلوماسي ، والوضع الرسمي ،  ولكن التوقيت الغريب ، للرئيس العجيب ! جلب هذا الشعر المصيب ، لأعين الرقيب !      

 

24 - منازل قد كانت بهنّ العواهرُ:

 ليس بعيداً عن السياسيين ، فالشيخ يحمّل هؤلاء المسؤولية الكبيرة في تردي الأوضاع الأقتصادية ،  وتفشي الفساد الأداري بين صفوف المجتمع ، هو لايحتمل الضررالواقع على غيره منهم، فكيف الحال إذا مسّه الضرر مباشرة ، وبشكل مبين من موظف مستهين ، أحكي لك:

 تم توزيع قطع أراضي في النجف على علماء الدين إبان حكومة الدكتور فاضل الجمالي ، وعند مراجعة شيخنا إحدى دوائر بغداد المختصة لتنفيذ القرار ،  استغفل الموظف المسؤول الخطيب المشهور ،  وكان يجهله لجهله بالأمور ، فأعطاه رقماً وهمياً لا أساس له ولا راس ، وعند ذهابه للنجف لغرض تسجيل القطعة باسمه لدى الدائرة العقارية ، أخبره الموظف النجفي لا وجود للرقم المزعوم في سجلات القيد المرسوم ، وما هذه إلاّ حيلة ، فعاد خائباً إلى بغداد ،  ولكن توجه إلى مكتب رئيس الوزراء ، وكان الرئيس نفسه قد أصدر أمراً - في الفترة نفسها - بغلق دور الدعارة في محلة الصابونجية البغدادية ، دخل الشيخ الجليل على الدكتور الجمالي ،استقبله الرجل  استقبالاً حافلاً  ، يليق بمن مثله ، وطلب منه الجلوس ،  رفض الشيخ اليعقوبي  هذا العرض ،وقال له : أقرأ عليك هذين البيتين:

قالوا ببغداد الجمـــــالي قد محى*** منازل قد كانت بهنّ العواهرُ

فإنْ طهّرت تلك المنازل لم تكن ***لتطهر من أبنائهنّ الدوائـــــُر

وعندك الجواب ، ما كان الحساب!

 

25 - الناس تضربه الذيول ** وأنت تضربك الصدورُ

ومما يثير الإعجاب ، تناوله قضية إحالة القاضي الشرعي التمييزي الشيخ محمد بن الشيخ طاهر السماوي (1292-1370 هج1876-1950م) على التقاعد بأمر صادر من السيد محمد الصدر رئيس محكمة التمييز العليا في حينه - أصبح السيد رئيسا للوزارة ولمجلس الأعيان... مرات -  وليس بناء على ذيل قانون انضباط الموظفين.

 فصرخ الشيخ  السماوي القاضي:

 (ما ضربني الذيل ، ولكنه الصدر) .

 فتلقف الشيخ اليعقوبي صرخته مضمناً مورّياً... قائلا:

قل للسمــــــاويِّ الذي ** فلك القضاء به يـــدورُ

الناس تضربه الذيول ***وأنت تضربك الصدورُ

تورية الذيول والصدور توضحت من مقدمة الحديث، أمّا القضاء فهو تورية عن المنصب الوظيفي العدلي ،  وليس القضاء والقدر كما يتوهم بعض القراء.

 

26 -  ثارت عليك ضغائن (السوداني)

ومن مواقفه الأدبية الطريفة مع الشيخ كاظم بن الشيخ طاهر السوداني (1303-1379هـ 1885-1959م) ، كان الأخير لا يميل إلى المتنبي ،  ويعتبر شعره مسروقاً ،  ويثور على كل من يفضله على غيره من الشعراء، حتى أنّه هجا المتنبي بقصيدة ،  فتناوله الشيخ اليعقوبي مخاطباً المتنبي - وكان اليعقوبي  شديد الإعجاب به -:

يا ابن الحسين ، وقد جريت لغايةٍ *** قد أجهدت شعراء كلّ زمــــان ِ

لكنّما الســـــــودان حين هجوتهم ** ثارت عليك ضغائن (السوداني)

ولاتخفي الإشارة إلى هجاء المتنبي لكافور الأخشيدي،  وخصوصا قوله ( لاتشتري العبد إلا والعصا معه...)!!

 

27 - (واذاأتتك مذمتي من ناقصِ ِ): 

ومرة ثانية يخاطب الشيخ السوداني نفسه - كأنما ما كفاه ما قد رماه - بشكل أقسى وأمرّ ،  اقرأ وركّز على التضمين لشطر بيت المتنبي الشهير:

ياهاجياً ربّ القوافـــــــي أحمداً****بلواذع من نظمه وقوارص ِ

حسبي وحسبك في جوابك قوله **(واذاأتتك مذمتي من ناقصِ ِ) (30)

 

28  - ودع القوم يهلكون ظمـاءا:

 

ونختم حديثنا عن الشيخ اليعقوبي ، بذكر - متصرفين بصياغتنا ، موجزين وفق مرادنا - مانقله الشيخ محمد الخليلي بمقالة كتبها في أواخر أربيعينات القرن الماضي (31) ، أقام نادي (المتنبي) في الكوفة حفلة تكريمية لقائم مقام النجف السيد حسن الجواد ، ألقى الشاعر المبدع الشيخ  علي البازي قصيدة ختام الحفل ،  قال فيها مخاطباً الجواد:

أفي مثل عصر النور نحيــا  بظلمةٍ  ***ومثلك فينا يملك النهي والأمرا

على النهر من شاطي الفرات بيوتنا  **وأكبادنا ممــــــــــــا تكابده حرّى

وما ان انتهى البازي من شعره حتى انبرى اليعقوبي مرتجلاً ومداعباً ومخاطباً الجواد نفسه:

لا تعر أهل كوفة الجند سمعــاً  ***ودع القوم يهلكون ظمـاءا

كيف تسقي يا ابن الجواد أناسا ً **منعوا جدّك الحسين الماءا

كانت مداعبة الشيخ اليعقوبي مفارقة لطيفة،  ومبادرة غريبة ،  طلب الحضور تشطيرهما من السيد محمود الحبوبي ، فشطرهما في الحال ضاماً صوته لصوت صديقه الحميم اليعقوبي ، وأيده الشيخ عبد الغني الخضري ، ولكن الشيخين محمد الخليلي والبازي دافعا عن الكوفة وأهلها، ومما قاله البازي الجميل:

لا تعر أهل كوفة الجند  سمعـــــاً ***عجبا منك, يطلبون جفاءا

ويقولون لا تجبـــــــهم  بشـــيءٍ *** ودع القوم يهلكون ظماءا

كيف تسقي يا ابن الجواد أناســاً  **** وسواهم يكابدون العناءا

أو ترضى أنْ تعد من حزب قومٍ  *** منعوا جدك الحسين الماءا؟

رحم الله ما فات على شاطئ الفرات ،الماء يجري ، والنفوس تغلي ، أمّا ما هو الآن الحال ، فأنّه لا يمر ببال.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(1) راجع (الشيخ محمد علي اليعقوبي, نقد سياسي ساخر...) مقال بقلم محمد جواد الغبانموقع حزب الفضيلة اللاسلاميالشعر

 (2) يذكر الشيخ علي الخاقاني في ( شعر الغري ج9 ص 505 انه ولد بقرية ( جناجنة) عند آل مرزوق يوم هاجر والده من النجف الى اطراف الحلة. اما اغلب المصادر تجعل ولادته في النجف الاشرف . راجع ( نقباء البشر ) لاغا بزرك الطهراني . القسم الرابع ص 1560-1563 ( ادب الطف ) للسيد جواد شبر ج10 ص 194 ( فلسطين في شعر النجفي المعاصر ) د. محمد حسين الصغير ص203.

  (3) نقباء البشر: المصدر السابق.

 (4) الامين : السيد محسن ( اعيان الشيعة ) م 10 ص 314.

   (5) نقباء البشر : المصدر السابق.

 (6) المصدر السابق : الخاقاني ج 9 ص 505 ،ادب الطف :المصدر السابق.

  (7) نقباء البشر : المصدر السابق.

(8) شعراء الغري : ص 5 .

 (9) المصدر نفسه. 

            (10) نقباء البشر : المصدر السابق.

 (11) مجلة الموسم العدد ( 109) 1991 م ص 607 نقلنا الرواية. 

 (12) الخليلي : جعفر ( هكذا عرفتهم ) ج2 ص146. 

 (13) شبر : جواد ( أدب الطف ) ج 10 ص 194 وما بعدها.

       (14) نقباء البشر ( المصدر السابق.

 (15) هكذا عرفتهم : ج2 ص 155.

 (16) أدب الطف ج10 ص 194.

(17) هكذا عرفتهم / جعفر الخليلي ج2 ص147.

 (18) جواد شبر ( ادب الطف ) ج10 ص194 وما بعدها.

  (19) هكذا عرفتهم / المصدر السابق / ص157.

  (20) اتذكر الكلمة التابينية للشيخ اغا بزرك الطهراني ( قدس) قد بداها( وتقدرون فتضحك الاقدار) ثم اردفت الكلمة التي القيت نيابة عنه ما معناه : كنا قد ذخرنا الشيخ اليعقوبي لرثائنا , واذا بنا نرثيه .

   (21) نقباء البشر /القسم الرابع /ص1560 – ص 1563 للشيخ اغا برزك الطهراني.

    (22) الخاقاني : علي / شعراء الغري / ج9 ص 505.

(23) المصدر نفسه ص 506.

        ...) ط ثانية 1984 ص203.  (24) الصغير :محمد حسين (فلسطين

 (25) الوردي: د.علي  (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث)  ج4 ص22.

 (26) مجلة الموسم العدد 9-10 - 1991 ص18-19.

 (27) ادب الطف: ج10 ص196.

 (28) هكذا عرفتهم: ج2 ص156.

 (29) الموسوي: عبد الصاحب،  حركة الشعر في النجف الاشرف ص429.

 

(30) ادب الطف مصدر سابق الجزء العاشر ص148.

(31) مجلة (البديل) النجف الاشرفالسنة الثانية العدد3 محرم 1366هـ -كانون الاول 1946. 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=115010
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 01 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14