• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرياح التي ستحط برحالها .
                          • الكاتب : موسى غافل الشطري .

الرياح التي ستحط برحالها

بدل القرارات العراقية ( المهيوبة ) و بعد حدوث البراكين اليومية ، الموثرة و التافهة التأثير، تمطر علينا السماء البرماد القاتل . مرة تحملها الرياح القادمة من إيران . و مرة من تركيا . و أخرى من الجامعة العربية . هذا المخلوق المريض المشوه . و العراق، بسبب كونه ساحة مفتوحة لكل الرياح ، بما فيها الأمريكية . بل و أكثر من ذلك: من أشخاص ، فلان و علان . و نحن لا نعرف رأسنا من رجلنا . و لا توجد قوة داخلية ، لها هيبة يمكن أن تصنع قرارا عراقيا بحتاً . 
في كل يوم يتناثر علينا الرماد و مخلفات الأمطار الملوثة بمايسخم الوجوه . وما من سياسة أو قرار سياسي له فعله المستقل الشريف. إنما مواقف مخزية . في الغالب هي صديد لمرض اللاأبالية و اللاوطنية .
حتى هذا اليوم ، و اليوم الذي يليه . و ربما الشهر أو السنة التي تلي لا يوجد قرار عراقي بحق . و لا يوجد ما يدعو للغبطة عدا فوز العراق بكرة القدم . و حسنا ما حدث لكي يذكر العراقيين ممن لديهم راحة البال و يخففوا من غلابتهم .
السخام يا حضرات الكتل السياسية ، التي هي عبارة عن كتل من كتل أيضاً، هو فأل الشعب. ما دامت أمطار الفعل السياسي يأتي من هناك أولاًومن هنا . و علينا أن ننصرف و نترك القرار للاعبين الحقيقيين . و لنلقي بنظرتنا البائسة المليئة باستجداء موقف يتيم واحد يدل على الأصالة من هذه الكتل . و لا نقل حكومة . لأن الحكومة أساساً ذبحت و جزئت أوصالاً ، و إنا لله و إنا إليه راجعون . و لا ندري حضرات الساسة الذين يستقبلون السخام متى يغتسلون . متى يتاح لهم أن يشاهدوا وجوههم ؟ لكي لا يضحكوا على حالة وجوه الآخرين . أو وجه هذا الشعب الذي تعصف به الرياح الملوثة ، بل أن يضحكوا على أنفسهم أولاً.
إننا نود أن نقول ، للذين يريدون أن يحسموا أحداث سوريا و غيرها بقرار أمنياتهم البائسه، أو آرائهم التي هي أيضاً لقيطة  ، بأنهم على وهم . فما يحدث في سوريا سيستمر  حتى يكتسح كل قطعة فيها و ستنتقل لكل بلد مجاور . و ستجد البلد الهزيل الممتحن شعبه و يحط رحالها فيه و لن يوقف لها شأن . و قد فاز من خشاها و عالج الشقوق العريضة في خيمته  التي لا يفيدها الترقيع .
و للأسف سيكون الشعب العراقي أول المتضررين . أما البطانة فهي حازمة أمتعتها من زمان، و مقاعدها في الطائرات محجوزة . و ما حيلتنا إلاّ التضرع لله أن يحل المشكله بقدره هو . لأننا بلامعين. و حيث لا أمل يلوح عدا سخام الرياح و رماد البراكين . و أقدام غريبة تدنس هذا التراب . و أقدام لا تستحق أن تظل لحظة واحدة هنا ، حالها حال القوات الأمريكية و الحالمين من بقايا العهد المندثر بالعودة ثانية



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11401
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14