تعاني أغلب مدن دول العالم الثالث من مشاكل وازمات عديدة، ومن باب المثال ذكرنا محافظة البصرة كنموذج للدراسة، فهذه المدينة العريقة في حضارتها الإسلامية، والغنية بثرواتها النفطية والزراعية، ومنفذ العراق الوحيد على البحر، وتمول العراق لأكثر من ٩٠٪ من ميزانيته السنوية. تعاني البصرة اليوم ولعقود مضت من العديد من الأزمات التي منها:

١- فقدان أبسط الأمور الحياتية: مثل الماء الصالح للشرب والكهرباء والبيئة النظيفة والطرق المعبدة وغيرها الكثير من الخدمات الضرورية وفقدان البنا التحتية.

٢- ضعف الادارة المحلية: على مستوى المحافظ ومجلس المحافظة، وأنشغالهم بالفساد الإداري والصفقات الوهمية والمشاريع الكاذبة.

٣- تهميش الحكومة المركزية: لمحافظة البصرة في المجالات السياسية والقانونية والاقتصادية وعدم السماح لها بالادارة المستقلة طبق لقانون المحافظات التي لا تنتمي الى أقليم. وضعف الميزانية التي لا تتناسب مع عدد سكانها، وحرمانها من حقها في قانون البترودولار.

٤- ضعف المستوى التعليمي: من خلال ضعف التدريس، وتهديم المدارس بحجة اعادة بنائها، وقتل العلماء وتهجير النخب، مما أدى زيادة مستوى الجهل والتخلف.

٥- أهمال الوضع الصحي والبيئي: وكأنها مؤامرة لنشر السرطان والامراض لأبادة أبناء المحافظة، جريمة انسانية كبرى تستحق محاكمة ومعاقبة جميع الحكومات المحلية والمركزية المتعاقبة.

٦- انتشار البطالة والفقر: بشكل كبير بسبب ايقاف مصانعها وموت أراضيها الزراعية، وهجرة أبناء باقي المحافظات إليها للعمل في شركاتها النفطية والموانئ.

٧- انعدام التخطيط الاستراتيجي والمستقبلي، وفقدان الحركة العمرانية في المحافظة.

ولهذه المشكلات وغيرها نقترح الحلول الاستراتيجية التالية لأنقاذ محافظة البصرة:

١- يقضة المجتمع: أول خطوة وأهمها التي تقع على عاتق النخب والمفكرين هو توعية المجتمع البصري على محنته وأيقاضه للقيام بوظائفه، وحثه للعمل نحو الحلول الصحيحة والممكنة.

٢- تجمع النخب: على النخب والمفكرين التجمع وتأسيس الأحزاب السياسية والثقافية والمنتديات ومراكز الدراسات والتخطيط واصدار المجلات واقامة المؤتمرات التي تهدف الى يقضة المجتمع البصري والسعي جميعا لبناء مدينتهم على مستوى المدن المتقدمة حضاريا.

٣- أنتخاب الخبراء: يلزم على المجتمع البصري ان يساعد النخب والمفكريين البارزين والمخلصين للوصول الى مجلس المحافظة، وكذلك الى مجلس النواب ليكون لهم التأثير على التخطيط وأخذ القرارات المصيرية.

٤- ممارسة الضغط: يلزم على المجتمع البصري ممارسة حق الضغط لاخذ حقوقه عن طريق المظاهرات والاعتصامات وايقاف تصدير النفط وقطع الطرق وكل وسيلة مشروعة توصلهم الى اخذ حقوقهم.

٥- الرؤية المستقبلية: يلزم على نخب المجتمع البصري التشاور لوضع رؤية مستقبلية لعشرين سنة القادمة، ملزمة للحكومات المحلية القادمة، للنهوض بالواقع العمراني لمحافظة البصرة والتنمية الشاملة والمستدامة.

٦- التنمية البشرية: يلزم التخطيط للتنمية البشرية من خلال الأهتمام بالمدارس الحكومية، والمدارس الخصوصية والاهتمام بالاذكياء، وجلب العلماء والمناهج والجامعات الخارجية الى داخل البصرة، والأهتمام بالثقافة الحضارية ومحاربة الثقافة العشائرية.

٧- محاربة الفساد: على المجتمع البصري التكاتف أمام الفساد من خلال تأسيس دائرة خاصة لمكافحة الفساد تحت أشراف مجلس المحافظة، ويعمل فيها قسم من المخابرات والخبراء المختصين.

٨- النهضة الصناعية: يلزم القيام بالنهضة الصناعية وخصوصا في مجال البتروكيمياويات وتكرير النفط الخام والغاز الموجودين في أراضي البصرة.

٩- النهضة الزراعية: يلزم اعادة عشرين مليون نخلة التي كانت رمز المدينة، والاستفادة من أرضها الخصبة في زراعة المحاصيل الزراعية للانتاج الداخلي والتصدير.

١٠- ميناء الفاو: يلزم انشاء ميناء الفاو الكبير، وربطه بالطرق السريعة وسكك الحديد مع الاردن وسوريا وتركيا لأنه المعبر الأنسب لهذه الدول الثلاث في الاستيراد والتصدير، مما سيكون له وارد كبير على التجارة في العراق.

نسأل الله تعالى النهضة الحضارية السريعة والشاملة لجميع مدننا وبلداننا ولأمتنا الإسلامية.