١/ برأيي، فإِنَّ الرَّئيس ترامب سيبدأ بتوزيعِ قادة الاٍرهاب [الدَّواعش] الذين تمَّ التَّفاهم معهُم في سوريا وإِخلاءهُم بأَمان خلال الفترة الزمنيَّة القصيرة الماضية، سيبدأ بتوزيعهِم على الدُّول التي صوَّتت على قرار الجمعية العامَّة للأُمم المتَّحدة بشأن قرارهِ غَير القانوني حول القُدس، أَلأَضعف فالأَضعف!.
فالإِرهابُ كان وما يزال أَداة فعَّالة من أَدوات السِّياسة الدوليَّة وهذا ما تحدَّث عَنْهُ بصريحِ العِبارة هُوَ شخصيّاً خلال حملتهِ الانتخابيَّة عندما أَشار إِلى أَنَّ سلفهُ ووزيرة خارجيَّتهُ هُما اللَّذانِ صنعا الإِرهاب في سوريا وبدعمٍ وتمويلٍ مباشرٍ من عددٍ من نُظم القبائل الفاسدة الحاكِمة في دُول الخليج وعلى رأسها الرِّياض والدُّوحة ودولة الإِمارات!.
٢/ لقد أَضاع الفلسطينيُّون الاتِّجاهات الحقيقيَّة والواقعيَّة لبَوصلتهِم الوطنيَّة [طمعاً أَو جهلاً أَو غباءً] فأَضاعوا القُدس وفرَّطوا بقضيَّتهِم!.
كما أَنَّ العرب بشكلٍ عام أَضاعوا كذلك إِتِّجاهات البَوصلة فضاعت قضاياهُم ومُقدَّساتهم في فِلَسطين وفِي غَيْر فِلَسطين!.
فأَمّا بالنِّسبة إِلى الفلسطينيِّين فبدلاً من أَن يقِفوا مثلاً إِلى جانب الشَّعب العراقي الذي ظلَّ يُضحِّي دِفاعاً عن فلسطين والقُدس، إِذا بهم يقِفونَ مع الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين فيُقيمونَ لَهُ تِمثالاً في غزَّة هو الوحيد من نوعهِ في العالَم! علماً بأَنَّ الطَّاغية هو الحاكم العربي الوحيد الذي دفعَ تعويضات إِلى [إِسرائيل] ناهزت أَلـ [٣] مليار دولار! كتعويضٍ عن إِطلاقهِ لعدَّة صواريخ في الصَّحراء إِبَّانَ حرب الخليج الثَّانية لاستدرارِ عواطف الرَّأي العام العربي في بهلوانيَّات عُرف بها منذُ أَن نزَت عصابتهُ على السُّلطة في بغداد! فكانت تلك الصَّواريخ بمثابة القِشَّة التي قصمت ظهرَ العَرب والمِنطقة تحديداً!.
من جانبٍ آخر! نسيَ الفلسطينيُّون أَنَّ القُدس مازالت تحتلُّها إِسرائيل وهي بحاجةٍ لتحريرِها! فأَدارُوا ظهورهُم لها ليتوجَّهوا إِلى العراق بحماسٍ مُشبَعٍ بكلِّ آياتِ القرآن الكريم والسِّيرة النبويَّة بذريعةِ تحريرهِ! كيف؟! بتفجير السيَّارات المُفخَّخة والأَحزمة النَّاسفة وسط جمُوع المُواطنين الأَبرياء ليقتلُوا ويجرحُوا أَكبر عددٍ مُمكنٍ منهُم!.
أَمّا العرب فلقد صدَّقوا أَنَّ عدوَّهم ليست [إِسرائيل] وأَنَّ القُدس ليست ذات أَهميَّة بحيث تحتاج إِلى كلِّ هَذِهِ التَّضحية عندما صنعَ لهم إِعلام البترودولار عدُوّاً وهميّاً آخر إِلتهَوا وانشغَلُوا بهِ ليستيقضُوا على قرار الرَّئيس ترامب!.
ولقد لَعِبَت الشَّقيقات الخليجيَّات الثَّلاث دوراً مِحوريّاً في عمليَّة التَّفريط بكلِّ نُقاط القوَّة عِنْدَ العرب واستنزافها بالحرُوبِ العبثيَّة والمشاريع الوهميَّة!.
إِذا لم يصحُ الفلسطينيُّون والعرب بشكلٍ عامٍّ من غفلتهِم وغفوتهِم فستضيعُ كلَّ مقدَّساتهم وقضاياهم الوطنيَّة والقوميَّة! وسيضيعُ مستقبلهُم كما ضاعَ حاضرهُم وقبلهُ تاريخهُم! وسيُساهمونَ بالتَّفريطِ بنقاطِ قوَّتهم الواحدة تلوَ الأُخرى! بالحروبِ العبثيَّة واللَّهو وسياسة الاستهلاك!.
أُنظرُوا ماذا خسِرَ العرب ويخسرونَ في حرب اليمن وسوريا وليبيا وقبلها العراق؟!.
أُنظرُوا ماذا خسِر العرب بسببِ حرب التَّصفيات الداخليَّة التي يشهدها نظام القبيلة الإرهابي الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة؟!.
٣/ لقد ثبُت بالدَّليل القاطع أَنَّ الرَّئيس ترامب متمرِّدٌ على القانون الدَّولي! عندما إِستخدم الفيتو ضدَّ قرار مجلس الأَمن الدَّولي وعندما هدَّد الدُّول التي صوَّتت على قرار الجمعيَّة الوطنيَّة!.
لوحدهِ الْيَوْمَ يُمثِّلُ مِحوراً للشَّرِّ!.
في مقابل ذَلِكَ فلقد ساعدَ تمرُّدهُ وغباءهُ في إِنتاجِ قُطبيَّةٍ جديدةٍ في العالَم! إِذ لم تعُد الولايات المتَّحدة اللَّاعب الأَوَّل والأَخير فِيهِ كما كان الحال منذُ حرب الخليج الثَّانية! وبذلكَ يصدُق عَلَيْهِ القولَ {أَلحمدُ لله الذي جَعَلَ أَعداءَنا مِن الحَمقى} الَّذينَ عجزَ السيِّد المسيح (ع) عن شفائهِم بِإِذْنِ الله!.
٢٢ كانُون أَلأَوَّل ٢٠١٧
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
|