أتابع كتابات السيد سيد أمين عن ( الشهيد صدام حسين ) . و دائما ما ترتبط الخراف براعيها . و لكن يبدو أن سيد أمين لم ينل ما نال غيره من خرافه . فصدام حسين ياسيد أمين لدى العراق معروف جيدا من بداية طفولته إلى وصوله للسلطة على طريقة (حسن الخليع ) لكن الفارق بينهما : أن حسن الخليع لم يفطن ( بخبثه ) كونه لم يمارس ذلك و يذبح هارون الرشيد و يصبح الخليفة . بينما صدام حسين ذبح رفاقه أولاً و من ثم ذبح البكر و طبق المثل العراقي القائل أتغدى بيك قبل أن تتعشى بيّه) .
و سلسلة الذبح و الإخفاء الصدامية و الطرق التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً كالمقابر الجماعية و استخدام الكيمياوي، لا تعرفها يا أمين و لا تريد أن تعرفها .و تصاب قبل رؤيتها بالعمى .و اهل مكة أدرى بشعابها . و قد اعتاد أمثالكم أن يساق ضمن قطعان الخراف ، كما جرى سوق الآخرين ممن كان و ما زال عبداً للأنظمة العسكرية ، من أقصى العراق ـ بكون صدام حسين جاء عبر انقلاب عسكري و ظل يتزين بالبدلة العسكريةـ و حتى آخر الخرق البالية من قادة الأنظمة العسكرية في البلدان العربية .
و لكنكم تتشبثون بمسألة إطلاق الصواريخ البائسة على إسرائيل التي لم تنل عدى أفقر الطبقات اليهودية .
ثم أنكم يا سيد أمين تغضون الطرف عنه باعتباره صنواً لمبارك و زين العابدين و القذافي و على صالح و الأسد ، ومن لم تميد الأرض بعد تحت أقدامهم. و لكنكم أشبه بالعبد الذي بال على تمراته ، بعد أن شبع ، و لما جاع ظل ينتقي : (هذه طهران’ و تلك نجسانه ) إلى أن أتى على الجميع , و نحن بطبيعة الحال لا نلوم صنف الخراف أمثالك. ذلك أن العلاقة بينهن و الراعي علاقة حميمة إلى أن يجيء دور ذبحهن .
وواقع الحال يا سيد الأمين : إن الوضع العراقي الذي يدور العراق في دوامته هو امتداد لما ورطنا به صدام . و لو كان ذكياً لأدرك الخطة الأمريكية في دفعه لاحتلال الكويت
و لعل إصراركم على تمجيد صدام يتعلق : بمدى ما وفّره لكم من سحت الحرام ، الذي هو ما إقتُطع من لقمة الشعب العراقي المسكين .
و عندما إختفى حسني مبارك الذي طالما .مرغتم حباهكم بالتراب عبادة له تحول الآن إلى نكرة . في كل لأحوال : لا لوم عليكم لأن صدام كان يملأ كروشكم . أما الآن . ربما كان العطاء شحيحاً . و لكننا نقول لك يا أمين كما يقول المثل العراقي ( مش بوزك ) فلن تدوم نعم حزب البعث و عليك أن تجد بديلاً للتسول . |