• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصحابي الجليل مصعب بن عمير .
                          • الكاتب : د . عبد الهادي الطهمازي .

الصحابي الجليل مصعب بن عمير

 مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصىّ القرشي العبدري، من بني عبد الدار بن قصي أحد بطون قريش المشهورة، يكنى مصعب أبو عبد الله، وهو من السابقين الأولين، وفي طليعة المهاجرين.
كان مصعب ابن عمير من فتيان مكة المرفهين، فلشدة تعلق أبويه به، وحبهم له، كان يلبس أحسن ما يكون من الثياب، ويتعطر بأفخر العطور، ويلبس الحضرميّ من النعال.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكره ويقول: ما رأيت بمكة أحسن منه لمّة، ولا أرقّ حلة، ولا أنعم نعمة.
ثم إنه بلغه أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو الناس إلى الإسلام في دار الأرقم فدخل، فأسلم، وكتم إسلامه خوفا من أمه وقومه، فكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وآله سرّا. 
يعد مصعب بن عمير أول مقرئ للقرآن، وأول مبلغ لتعاليم الإسلام، وأول من أقام صلاة الجمعة في المدينة، فقدأرسله رسول الله صلى الله عليه وآله بعد بيعة العقبة الى المدينة، ليدعو الناس الى الإسلام، ويعلم المسلمين القرآن، وأحكام الدين، وما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله.
ولقد أجاد مصعب في وظيفته تلك وقام بها خير قيام، حتى أصبح مضربا للمثل في حسن التأتي، والرفق في الدعوة الى الله ورسوله.
أبصر عثمان بن طلحة ذات يوم مصعبا يصلَّي في مكة، فأخبر به قومه وأمّه، فأخذوه وحبسوه، ولم يزل محبوسا إلى أن خرج مهاجرا إلى أرض الحبشة، لكنه ما لبث أن عاد والتحق برسول الله صلى الله عليه وآله عندما علم بهجرة النبي الى المدينة، وشهد معه وقعة بدر، وقد دفع رسول الله إليه رايته، فتقدم بها إلى الموضع الذي أمره أن يضعها، ووقف رسول الله صلى الله عليه وآله ينظر إلى الصفوف، فاستقبل المغارب، وجعل الشمس خلفه، وأقبل المشركون، فاستقبلوا الشمس، ونزل المسلمون بالعدوة الدنيا من الوادي، ونزل المشركون بالعدوة القصوى.
وجاء رجل من أصحاب النبي فقال: يا رسول الله، إن كان هذا عن وحي فامض له، والا فإني
أرى أن تعلوا الوادي، فإني أرى ريحا قد هاجت من أعلاها، وأراها بعثت بنصرك. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد صففت صفوفي ووضعت رايتي، فلا أغير ذلك. ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله، فأمده الله بالملائكة، فكان النصر حليف المسلمين.
استشهد مصعب بن عمير رضي الله عنه يوم أحد مدافعا عن النبي صلى الله عليه وآله، فقد حمل أُبي بن خلف على رسول الله صلى الله عليه وآله ليضربه بالسيف، فاستقبله مصعب بن عمير حائلا بنفسه بينهما، وإن مصعبا ضرب بالسيف أبيا في وجهه، وأبصر رسول الله صلى الله عليه وآله فرجة من بين سابغة البيضة والدرع، فطعنه هناك، فوقع وهو يخور.
ولما انتقضت صفوف المسلمين في أحد، ثبت مصعب بن عمير مع ثلة خيرة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله لا يبرحون أماكنهم، فحمل عليه رجل من المشركين يسمى ابن قميئة فقطع يده اليمنى، فأخذ مصعب اللواء بيده اليسرى وهو يقرأ قوله تعالى: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)).
ثم ضربه على يده اليسرى فقطعت، فحنا مصعب على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندق الرمح، وسقط مصعب بن عمير صريعا، وقد التحقت روحه بالرفيق الأعلى رضوان الله عليه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=112933
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13