لا اصل لهم ويُريدون ان يستحوذوا على كل شيء.
أمة مجهولة اثارت القلق في الأرض منذ أن وجدت على هذه الأرض ، ولكن لا أحد يعلم من أين جائت هذه الأمة ومن أي ارض خرجت ، كرهتهم الأمم وحاربتهم وطردتهم من كل ارض يدخلوها حتى (صخرهم باعهم). (1) حتى حصونهم واسوارهم لا تحميهم. اقدم نص يدل على وجودهم هو توراتهم التي لا تذكر اصلٌ لهم تقول فيه : (هؤلاء هم الملوك الذين ملكوا في أرض أدوم، قبلما مَلَكَ مَلِكٌ لبني إسرائيل).(2) من اين جاؤوا حتى يستلموا الحكم من ملوك ادوم ؟ لا احد يدري .
هناك عدة آراء بدأ باطلاقها بني إسرائيل منذ أن وجدوا .
الرأي الأول : يقولون بأنهم أبناء الله ، اي لا أب لهم مثل عيسى، فيزعمون بأن بعض الملائكة تزوجوا من بنات الناس فانجبوا بشرا خلقا وسطا بين البشر والملائكة بشر مقدس هم ابناء الله واشهر من فسر نص التوراة هو كتاب اليوبيلات اليهودي (3) حيث يعتمد على نص التوراة الذي يقول : (أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتخذوا لأنفسهم نساء دخل بنو الله على بنات الناس وولدن لهم أولادا).(4) يعني مثلما يقولون بأن الملاك جبريل دخل على مريم العذراء وحبلت ، ايضا الملائكة تزوجوا بنات البشر فولدن بني إسرائيل.
على ايدي هؤلاء كثر الشر في الأرض فقرر الله ان يقضي عليهم فسلط عليهم الطوفان (وفسدت الأرض أمام الله، وامتلأت الأرض ظلما فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان). (5) وهكذا اهلك الله هذه الأمة أيضا وملأت عظامها الأرض.
الرأي الثاني يقول : أن الله ندم على هلاك هذه الأمة وقرر أن يُحييها من جديد فأرسل نبيا لهذا السبب فكان هذا النبي يتجول في الأرض فرأى أكوام هائلة من العظام فتعجب من كثرتها يقول هذا النبي : (كنت علي يد الرب، فأخرجني وأنزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاما، وإذا هي كثيرة جدا على وجه البقعة، وإذا هي يابسة جدا . فقال لي: أتحيا هذه العظام؟ قل لها: أيتها العظام اليابسة، هكذا قال السيد الرب لهذه العظام: هأنذا أدخل فيكم روحا فتحيون. وأضع عليكم عصبا وأكسيكم لحما وأبسط عليكم جلدا وأجعل فيكم روحا، فتحيون. وإذا رَعش، فتقاربت العظام وإذا بالعصب واللحم كساها، وبسط الجلد عليها من فوق، فدخل فيهم الروح، فحيوا وقاموا على أقدامهم . ثم قال لي: يا ابن آدم، هذه العظام هي كل بيت إسرائيل). (6)
وهكذا عاد بني إسرائيل إلى الحياة مرة أخرى ، ليس من أب أو أم . بل هكذا تارة بزواج الملائكة وأخرى بإحياء عظامهم . أمة مجهولة في نسبها مجهولة في انتمائها مجهولة في وجودها ومع كل هذا تُريد ان تستحوذ على الأرض والبشر فتجعلهم (حراثين أرضهم وكرامين عنبهم) وإلى هذا اليوم تنغلق هذه الأمة على ذاتها فلا تقبل داخل إلى دينها أو متزوج منها وإذا حصل زواج من يهودية فإن الإبن سيكون لليهود تبعا لنسب ودين الام وليس الأب.
هذه الأمة المُريبة ستدور كل معارك التاريخ الكبرى ضدهم لإفنائهم والتخلص من شرهم حتى صخرهم (أبراجهم وحصونهم) سيبعهم وهذا ما تنبأت التوارة به على نهايتهم : (صخرهم باعهم والرب سلمهم؟وقال: أحجب وجهي عنهم، إنهم جيل متقلب، أولاد لا أمانة فيهم أغاظوني بأباطيلهم. فأنا أغيرهم بأمة غبية أغيظهم). (7)
يقول القس انطونيوس فكري في تفسير هذه الآية : (الآية تنطبق حرفيًا على بعض الأمم الذين أذلوا إسرائيل فهم كانوا شعوب بسيطة لا تُذكر ولكنهم نموا وأعطاهم الله قوة حتى يذلوا إسرائيل). وهي الامة الاسلامية. كانت البداية معهم في خيبر ، والنهاية على يد حفيد الرسول (ص).
المصادر :
1- سفر التثنية 32: 30 (أن صخرهم باعهم والرب سلمهم)؟
2- سفر التكوين 36: 31.
3- كتاب اليوبيلات ويسمى أحيانا سفر التكوين الصغير، وهو كتاب يهودي ديني قديم يعتبره أغلب البروتستانت والرومان الكاثوليك والأرثوذكس الشرقيين كتابا مزورا. ويعتبر اليهود أن كتاب اليوبيلات هو الوحي السري الذي اوحاه الله إلى موسى ، وهو كلام غير الذي جاء في التوراة .
4- سفر التكوين 6: 4.
5- سفر التكوين 6: 2 ــ 7.
6- سفر حزقيال 37: 26 .
7- سفر التثنية 32: 30.
|