lyrical abstraction

حدود الملمس وفاعليته في جدار الرسامة ليركل

كثيرا مايختلط على القارىء الكريم سياقات تحليل وتفسير اللوحة الفنية  اذ تعتبر عناصر الفن برمتها في الفنون قاطبة ادوات المصمم والرسام والفنان وانها من وحدات تمكنه لاقامة الصلة بين الفكرة والموضوع عبر مانسميه التعبير , وفي مجال النقد والتحليل يخضع المنتج الفني لسياق في ترتيبه , كونه تعبير نقوم به لاثبات الاتجاه من جوانب قواعدية بامتلاك الناقد معايير معينة والتي لايمكن تجنبها او اهمالها لقياس الجودة , في حين يظهر نوع اخر من النقد وهو السياقيليعبر عن  معايير تاريخية او اجتماعية او نفسية , وهنالك ثالث هو النقد الانطباعي حينما يتوجه الى تناول دراسة المنتج من منظور شخصي , ورابع هو  النقد القصديفيتم بناءا على مقصد المنتج الخطاط المصمم الفنان , الا ان النقد لم يقتصر على ذلك بل ذهبكذلك  الى خامس النقد الباطني وهذا يختص بباطن العمل الفني ولايهتم بعوامله الخارجية , اذ يمكن للدراسة ان تتناول جميعها من اجل الخروج بما يفيد على مستوى المجتمع الفكري والذوق الفني ومقدار التعرف الى الانماط الفنية .

والفنون التشكيلية تعرف وتعرض الى الاخر المتلقي بعد شعورنا بالاحساس والوجدان الذي راح اليه العمل بعد التركيز على جملة من الاخطاء دونما توجيه الفنان , ومن مقومات تذوق العمل الفني من خلال الخزين العلمي والثقافي الذي بامكانه تتبع العمل ويكشف عن دلالته وتعبيره بعد اشراك البصر والبصيرة , فضلا عن وجود الخبرة الفنية في التجربة والاحتكاك بالفن ومعايشته حينها يتصف الناقد بالشمولية والموضوعية , اما المشاركة الوجدانية فهي ثالث مقومات الدراسة والتحليل وانه يمثل الشعور العميق بجوهر العمل الفني بعد استحضار التجارب والواقع والقضايا واستقراء مشاعر وخواطر وافكار الفنان .

وطريقة تذوق العمل الفني لدى (ليركل )(يتضمن الوصف والتفسير والتقييم والتنظير , اربعة مراحل تدرك بداية في الوصف  حيث ان عملها حافة الظلام زيت على كنفاس يؤكد الاهتمام بتقنية الملمس دونما الاهتمام بفكرة الموضوع , وماذهب اليه العمل في  اللونية العالية من استعمال الكتل اللونية الحمراء والصفراء والذهبية والسوداء وكأننا في مواجهة حمم بركانية او صورة من جهنم , كما ان الخطوط والملامس العشوائية قد خلقت ابعادا نفسية بوجود الحرارة حيث لابرودة لا غير اللون الاسود الذي واجهها الضد للضد وان تقنيات وضع ضربات الفرشاة اكدت الشعور باللاارتياح وخلق حالة من التوتر والقلق في تساؤل ان الشمس حارة والضوء حار وان النار حارة وليس هنالك من تضاد غير الحافة السوداء , شعور بقوة النار بفرض المشهد المأساوي , بقوة الكتلة السوداء على المواجهة , وقد تبين ان توزيع اللونية الحارة يقابل بالشكل والمضمون لونية سوداء باردة وصلت حد النصف وهذا النصف كافي للصمود امام الاخر , ذهبت الفنانة بخطوط تقنية منحنية متموجة لها القدرة على الالتفاف في افق عالي من الضبابية ربما ذلك يؤكد ان الحياة نصفان ليل ونهار , ظلمة ونور ,موت وحياة ,  دخول الى عالم الثنائيات الذي ذكره القرآن الكريم في الرسالة المحمدية  والمعتقد الديني , وما نجده احساس قصدي او بدونه سلكته الفنانة للشعور بالموت والحياة , هكذا يأتي دور التقييم بعد الوصف والتفسير , في ان الفنانة(ليركل ) تمكنت في دراية عالية من تقنيات الملمس البصري والخاموي عبر استعمال الفرشاة وايجاد الخطوط المائلة والرآسية والمنحنية في تشكيله فضلا عن اللون وسمك وقصر وعمق السطح التشكيلي , اذ ان الخطوط الانفة الذكر حددت المسطح وعرفته واغلقت الفراغ واكدت مبدأ التوازن والشعور بالحركة , وعلى الرغم من ورود الملمس ثنائي الابعاد الا انه اصبح مدركا بالبصر ثلاثي الابعاد مابين التقاء كتلتي اللون الاسود والملون واتضحت اهميته المادية بالشكلانية كونها التعبير عن مضمون العمل .