يحلو للبعض السير في إتخاذ اللاموضوعية والإعوجاج واللجاج والمشاكسة ، أو اللامعقولية وعدم التهذيب والتشهير والشتم للآخر شيمة وسلوكا له . أو الهجوم وحب الصِدام والنقد الفاقد لآِلياته ومستلزماته العلمية والبحثية والتحقيقة . قبل أيام قرأت ماتسمى ب(مقالة ) نشرت في أحد المواقع الإلكترونية حول الأضحيات في عيد الأضحى المبارك ! . كاتب المقالة ، أو بالأحرى ماتسمى بالمقالة يفتقد لأِبسط المعايير النقدية المهذبة التي من المفترض أن يتقيّد بها المرء حين محاولته التطرق بأسلوب إعتراضي ونقدي حيال دين ، أو فلسفة ، أو ممارسة لأِتباعها . ان كاتب المقالة ، لمزيد من الأسى والأسف البالغين ساق الاسلام والمسلمين بما إرتضى لفكره السقيم ونفسه الأمّارة بالسوء صنوفا من البذاءات والدناءات من الكلام ، منها متهما المسلمين بالوحشية للأضحيات المليونية التي يقدمونها في عيد الأضحى ! . من سياقات المقالة تدل على ان كاتبها جاهل حتى شحمة أذنه بتأريخ الشعوب وعاداتها وتقاليدها وممارساتها الطقسية الدينية قبل الاسلام وبعده بأمد طويل . إذ أن الطقوس الدينية لبعض الشعوب في العالم كانت تتم بتقديم قرابين بشرية لإلههم المزعوم ، وضمن عادات مقرِفة وطقوس وحشية كاملة. ومن هؤلاء الشعوب المايا والأزدك، أو الأزتاك والبعض من الهنود الحمر في أمريكا وجنوبها وغيرها . لهذا فإن إحدى أهم الأهداف الانسانية والقيم الرفيعة لبعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عموما ، وبعثة ابراهيم الخليل وفلسفة التضحية بإبنه إسماعيل خصوصا ، وبعثة خاتمهم سيدي رسول الله محمد هو وضع حد نهائي لمثل هذه الطقوس الوحشية والعادات اللاإنسانية .فتم تبليغهم عبر الأنبياء وأتباعهم المؤمنين انه بدلا من التضحية بإنسان من جنسهم وجب عليهم التحية بحيوان أحَلّ الله سبحانه والعقل الانساني الاستفادة من لحمه وشحمه ووبره ولبنه ! . ومن ناحية أخرى لو كان هذا الكُوَيْتِبْ مطّلعا على أوضاع الدول في العالم ، وبخاصة في الغرب على مستوى الأطعمة اللحمية التي تتناولها شعوبه في أيامهم لَمَا أوقع نفسه حهلا وحقدا وسُقما في مستنقع آسن لايليق إلاّ به وبأمثاله ، فمثلا ان شركة ( I B P )العملاقة المعروفة في ولاية تكساس ، مدينة أمريللو الأمريكية تنحر في أقل من أربع وعشرين ساعة أكثر من ثمانية آلاف ( 8000 ) بقرة . وأما مجزرة نورث داكوتا بأمريكا تذبح في عشرين ساعة عشرين ألفا من الماعز والخراف والأبقار والخنازير . وفي مجزرة ولاية لينكلن يتم ذبح أكثر من ثلاثين ألف خنزير في اليوم والليلة ، وفي الولايات الأمريكية الأخرى أمثالها وأكثر كثيرا . وان كان هذا الشخص متعاطفا الى هذا الحد مع الحيوانات ، فلماذا إذن ، لم يتطرق ولايتطرق الى ماذكرت !؟ وهل ان هذا الشخص لم يتناول ولايتناول اللحوم أبدا !؟ . حقا ان التردي ، في مثل هذا الشخص المثبور ، في القيم والاعتبارات ، وهكذا فإنه السقوط المدوي في أردأ المستنقعات الآسنة !!! |