• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأقنعة .
                          • الكاتب : علي حسين محمد .

الأقنعة

قال لي صاحبي في لحظة من لحظات المصارحة الحميمة تصور بالامس وانا عائد من عملي .. دلفت الى حجرة نومي لاحت مني التفاته . صدفة – الى المرآة .. واحتدمت مع وجهي في نظرة متأملة .. خلال لحظة من لحظات التوهج النفسي واليقظة ووجدت نفسي اتساءل : من انا بالضبط ؟ ..
حقيقة كدت لا اعرف نفسي .. لقد اكتشفت انني حتى - خلال تفاصيل حياتي وممارستي اليومية - ارتدي على هذا الوجه اكثر من قناع .
 فانا مع رئيسي .. قناع يبتسم في بلاهة وادب .
 ومع زملائي .. بأقنعة تتغير حسب الطلب .
 ومع اولادي .. بقناع عابس بلا سبب .
ومع زوجتي .. بقناع ينساق وراء أي ثورة غضب .
من انا اذن ..
لقد كدت احطم المرآة .. لكي ارى وجهي الحقيقي .. ان هذه الاقنعة اللعينة تلتصق بملامحي اتوماتيكيا .. وروتين يكاد يحطم اعصابي . والذي يثيرني ان عملية ( ابدال ) الاقنعة لم يعد يتسبب لي أي ارهاق او عناء .. فهي تزحف الى وجهي بهدوء قاتل .. وترسم على ملامحه القناع (( المناسب )) للشخص (( المناسب )) والموقف ((المناسب )) ايضا ً لقد كدت انسى شكل وجهي الحقيقي .. من كثرة ما اختلف عليه من اقنعة وترهلت تجاعيده من تعدد ما ارتسم على ملامحه من اشكال وخطوط والوان .
وكانت المآساة الاكبر .. عندما اكتشفت ان هذا التخريب الكاذب .. قد تسلل الى وجداني واصبحت مشاعري تنتقل من الاحاسيس (( التراجيدية )) الى (( الهزلية )) او العكس رغما عني .. فقط تستجيب لنوعية القناع الذي البسه .. فالقناع يستجيب لموقف والموقف يهزني من الداخل .. وهكذا .
 ان كل هذه الاقنعة مزيفة .. وكذلك مشاعري ولكنني اصبحت عبدا ً لها .
قلت : ثم ماذا ؟
قال : انني لا انتظر سؤالك .. لقد قررت خلع هذه الاقنعة جميعا ً .. سألتقي بكل الناس كما التقي بك .
قلت : هل تعتقد ان المسألة ستكون ... بهذه السهولة ؟
قال : يكفي انني اتخذت القرار . ثم سكت وقال ضاحكا ً : لقد بدأت من اليوم .
قلت : كيف ؟
قال : ابتسمت في وجه المسكينة زوجتي و .... عبست في وجه رئيسي عندما استدعي الامر ذلك .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10889
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13