نظم قصر الثقافة والفنون بالتعاون مع اتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية، يوم السبت 21 تشرين الأول، أمسية تضمنت محاضرة بعنوان (لغة الورد... قراءة سيميائية للدكتور سلام الأوسي) في جلسة جمالية إبداعية أدارها الناقد عبد العزيز إبراهيم .
وتحدث الأوسي خلال المحاضرة عن لغة الورد، معرجا على بعض المبادئ العامة في القراءات النقدية المعاصرة بوصفه أستاذا يمارس مهنة النقد، مبينا إن القراءة تتجلى في قول الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم ((اقرأ باسم ربك الذي خلق))، مشيرا إلى إن الإنسان لابد أن يتدبر في القراءة جيدا ولا تكون قراءته صورية ليست بذي فائدة، موضحا إن هناك قراءتان الأولى يطلق عليها استكشافية وأخرى استرجاعية والثانية هي قراءة تأويلية، مؤكدا على إن القراءة ليست أن تقرا كتاب، بل لابد من تدبره ومعرفته معرفة حقيقية. تناول بعدها لغة الورد ولماذا يكتب الأوسي عن الورد؟ مؤكدا بغضه للعنف والدم وحبه للورد والجمال وان الكائنات الحية تمتلك لغة فالبعض تحدث عن لغة الطير وأخر عن لغة النمل والبحر الذي وصفه بالام الرؤوم تارة والقوة والعنف تارة أخرى. إن الورد كائن شاعر يكاد يخلو من الذنوب ملائكي يؤذى ولا يؤذي إلا في حالات الدفاع عن نفسه وهذا حق مشروع. كما تناول الأوسي نصوص لأدباء منهم امبرتو ايكو الذي يقول الطبيعة ليست شريرة والعالم كتبه أصبع الرب، وهذه بحد ذاتها لوحة شعرية عظيمة وكذلك طرفة ابن العبد ومحمود درويش وغيرهم.
من جانبه، قال مدير قصر الثقافة والفنون في الديوانية صادق مرزوق، إن جمال الوردة وتحولاتها التي وجدتها في نص محمود درويش في هذه العبارة فبكت "دمعتين ووردة" وهي تحول الدموع إلى ورد وهذه لغة تمتاز بكل خصائص الجمال والرقي وأتمنى أن تتحول لغة الورد إلى كتاب لتكون قراءاتنا قراءات الورد وجماله وأريج عطره لقد صحبتنا في لغة جميلة وموسيقى ممتعة.
وقال الشاعر والإعلامي قيصر الوائلي، أريد أن أتحدث عن موضوع يخص البلاغة ففي المصطلحات النقدية الحديثة السيمياء وبماذا تقترن وهل هي ترجمات لمواضيع بلاغية درسناها خلال النصوص تبدأ بالتشبيه والمجاز والاستعارة وانتهاءً بالكناية وفي النقد جاءت مصطلحات في الأساس قد تكون هي التراتبية البلاغية ليصل النص إلى قراءات تأويلية، يجب إن استخدم لغة الاستعارة والكناية وكيفية الربط خاصة انك لم تأتي إلى هذه المراتب البلاغية التي تعتمد عليها قوة النص. وأجاب الأوسي ردا على بعض المداخلات قائلا: من خلال قراءتي للنص العربي وجدت فيه إن النقاد العرب لم يعطوا الشعراء المبدعين حقهم فاليوم عندما اقرأ لابن سهيل الأندلسي أو لعنتر ابن شداد عندما يصف فتيات في العيد وحالة الزهو صورة قد لا يصلها فحول الشعراء، ومن المؤسف إن أكثر النقاد العرب لم يلتفتوا إلى هذه الصور الشعرية الجميلة وذلك بسب القواعد التي ألزمتهم الوقوف على التشبيه والكناية ولم يعطوا الكناية رمزيتها وهي باب كبير من الإيحاء.
23/10/2017
|