تطلق الثقافة على معنيين، المعنى الأول: عام واسع يشمل العادات والتقاليد والآثار الصامتة من المباني والكتابات وغير ذلك، فعندما يطلق تعبير (ثقافة شعب)، فهم يعنون هذا المعنى: أي العادات والتقاليد والآثار الحضارية.
أما المعنى الثاني: فمعنى خاص، يتعلق بشخص، وقد اختلفت الاتجاهات في تفسير معنى الثقافة الشخصية، لكن أقربها للواقع، هو معرفة شيء عن كل شيء، وعليه فالمثقف: هو الشخص الملم بالعلوم بشكل إجمالي.
لكن المشكلة في أن الثقافة الشخصية على نوعين:
الأولى: يمكن تسميتها بالثقافة معمقة: وهي الثقافة الناتجة عن وعي وخبرة ومطالعة في شتى مجالات الفكر الإنساني، فتجد صاحبها لا تفوته فائتة؛ لأن له في كل قدر مغرفة كما يقال.
أما الثانية: فثقافة سطحية هابطة تعتمد في أساسها على القضايا المشهورة دون القضايا اليقينية والواقعية، ثقافة إعلامية إشهارية، أخذت من وسائل الإعلام ومما يدور على الألسن، وهذا النوع من الثقافة منتشر ويا للأسف حتى بين الطبقات الحاملة للشهادات العليا.
إنك تكتب مقالا لا تكتب فيه حرفا واحدا إلا عن مصدر، لكن مع ذلك لا يعر له مثقفو عصرنا اهتماما، ويكتب غيرك جريدة طويلة بلا مصدر ولا سند، فتجد العشرات يصفقون له، يا للعجب: إنها الثقافة السطحية.
|