نظم البيت الثقافي في الشعلة، يوم الأحد 15 تشرين الأول 2017، ندوة ثقافية بعنوان "النمو الايجابي ما بعد الصدمة"، استضاف فيها الأكاديمية الدكتورة نوال الطيار، لتقدم محاضرة ،تناولت فيها مفهوم الصدمة وأثرها الايجابي والسلبي على شخصية الإنسان، مسلطة الضوء في هذا الإطار على واقع المجتمع العراقي باعتباره النموذج الأمثل لموضوع الندوة بفعل ما يشهده هذا المجتمع من ظروف استثنائية فرضتها عليه الحروب والأزمات، وبالتالي باتت تؤثر على الفرد العراقي بشكل مباشر فتأخذ أحيانا شكل الصدمات وقد تتطور إلى أزمات واضطرابات نفسية.
ركزت الدكتورة نوال في محاضرتها على الجانب الايجابي للصدمة، لافتة إلى أن الصدمة قد تكون في كثير من الأحيان حافزا للإبداع والتميز، على عكس ما هو شائع من تصور بان الصدمة يترتب عليها فقط آثار سلبية، مستشهدة في هذا الإطار بعدة أمثلة من الماضي والحاضر، أبرزها ما ورد في القران الكريم من تجارب للأنبياء والمرسلين لاسيما تجربة رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وآله وسلم وما واجهه من ظلم وجور على يد أعداءه، كان موضع صدمة لشدة قسوة وظلم الأعداء لكن ذلك لم يولد لديه إحباطا بل سار بدعوته حتى النهاية متحصنا بعقيدته وأيمانه الراسخ بالله، فكانت النتيجة مبهرة بعد أن تمكن الرسول من قهر أعداءه ونشر رسالته السماوية التي أسرت قلوب الناس في مختلف أنحاء الكرة الأرضية وآمنوا بها.
وبينت المحاضرة أن النمو الايجابي لدى الفرد بعد الصدمة لا يحدث كنتيجة مباشرة للمأساة وإنما لابد من أن يكافح الفرد مع الحقيقة الجديدة التي تعقب المأساة، مشيرة إلى جملة من المتغيرات التي تطرأ على الفرد بعد الصدمة كمؤشر على النمو الايجابي لديه ،ومنها تثمين الحياة وقوة الشخصية، ونمو الجانب الروحي ،وتطور في العلاقات الاجتماعية، إلى جانب نمو إمكانيات جديدة لم تكن معهودة عند هذا الفرد.
هذا وشهدت الندوة التي حضرها معاون مدير قسم القصور والبيوت الثقافية في دائرة العلاقات الثقافية العامة محمد جاسم و الأمين العام لجمعية الباقيات الصالحات الاجتماعية حيدر الجيزاني، وممثلون عن الشرطة المجتمعية شهدت نقاشا موسع بين الدكتورة نوال الطيار والحاضرين حول محاور الندوة التي اختتمت بتقديم شهادة تقديرية للضيفة الكريمة من قبل معاون مدير قسم القصور والبيوت الثقافية تثمينا لمشاركتها القيمة في الندوة.
16/10/2017
|