• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دور التلفاز في التنشئة الاجتماعية .
                          • الكاتب : ريان هاني .

دور التلفاز في التنشئة الاجتماعية

 لقد تعددت مصادر التنشئة المجتمعية في العصر الحديث ولعل احد اهم مصادر التنشئة هو جهاز التلفاز حيث وحسب دراسات حديثة يقضي الفرد العربي مايقارب من ٧ ساعات يومياً في مشاهدة التلفاز كلاً حسب هواه وتكمن المشكلة ان بعض القنوات تبث سمومها بلا رقيب ولا حسيب تبث سموم الطائفية والتفرقة وعدم تقبل الآخر وتغذية الفكر المتطرف ، فماذا نتظر من شاب ناشئ تلقا درواً لساعات وعلى مدى اشهر عديدة في القتل والكراهية وعدم تقبل الآخر وتكفير الطرف الاخر بعيداً عن اسس التعايش السلمي وروح المواطنة والشراكة في الوطن والمصير بسبب غياب الناصح الامين المتفهم للواقع وهنا يبرز دور الاسرة في توجيه وارشاد الابناء صغاراً وحتى كباراً على ضرورة  مبادى التعايش السلمي وحب الاخر بعيداً عن الكراهية وغرز المفاهيم الصحيحة مما ينعكس بالايجاب على الاسرة والمجتمع ككل وكما قال الامام علي ( الانسان اما نظير لك في الخلق او نظير لك في الدين ) ولكن المشكلة ونتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بعض الأسر ولتوفير العيش الكريم فالوالدان يضطران للعمل لساعات طويلة لتأمين الحاجات الاساسية لابنائهم وبهذا اصبح دور الاسرة في الرقابة على الابناء محدود يكاد لايتجاوز سويعات قليلة يتواجد افراد الاسرة مع بعضهم البعض وهنا تكمن المشكلة حيث يتلقى الشاب الناشئ الافكار والمفاهيم بدون تدقيق ولا تنقيح من القنوات الفضائية مولدة افكار وبالنتيجة سلوك وافعال سلبية للغاية على الاسرة والمجتمع عامة .

حيث ذهب بعض الكتاب والباحثين الى اعتبار التلفاز هو الوالد الثالث للناشئين فاهو يأتي بالمرتبة الثالثة في الاهمية بعد الأب والأم وهنا يجب على الحكومات والمنظمات غير الحكومية الالتفات الى افكار ومضامين البرامج والمواد الاعلامية وتقويمها وتميز الطيب والخبيث منها والتأكيد على مبادى المواطنة وحب الآخر بعيداً عن البرامج التقلدية المملة وضرورة مواكبة التتطور التكنولوجي الحاصل حيث يمكن للتلفاز لعب دور مهم في استقرار وتحقيق التنمية المجتمعية المرجوة والا ستكون الساحة مفتوحة بلا حسيب ولا رقيب وحينها ستكون العواقب وخيمة جداً .

واسمح لي عزيزي القارى الكريم أن اطلق مجازاً مصطلح " المعلم " على التلفاز فهو حقيقة معلم يعطي دروساً ولكنه بدون مشاعر يعطيك كل شي بلا قيود وبلا حدود والتلفاز كالسيف فهو ذو حدين اما يرتقي بك وبافكارك الى عليين او يهبط بك الى سافلين ، واليوم اصبح لازماً على الاعلام المهني الواعي بخطورة المرحلة الحاليّة تنوير الجيل الناشئ وتوسيع مداركهم وغرز روح المواطنة والسلم المجتمعي وتميز الحق عن الباطل وعدم خلط الاوراق لمصالح شخصية دنيئة وكل ذلك لبناء عراق جديد قوي متوحد يتسع للجميع وختاما لايسعني الا ان اقول حفظ الله العراق واهله .

ريان هاني




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=106663
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 10 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15