يَا غَرِيبَ الدِّيارِ قَلْبِيْ ـ عَلَى الغُرْبَةِ ـ
جَاثٍ جَنْبَ الضَّريحِ مُقِيمُ
فَوْقَ وَجْهِيْ وَقَائِعُ الطَّفِّ تَبْدُو
وَاضِحَاتٍ، وَفِي عُيُونِي تَغِيم
@@@
وَبِجَنْبِ الفُرَاتِ كَفٌ قَطِيعٌ
وَسِقَاءٌ مُلْقَى وَرَأْسٌ هَشِيمُ
وَأَيَامَى تَشْكُو الظَّما لأَيَامَى
وَيَتامَى يَحْنُو عَلَيهَا يَتِيمُ
فَوْقَ كَفِ الحُسَينِ طِفْلٌ رَضِيعُ
أَجَّجَتْ نَارَ جَانِحَيْهِ السُّمُومُ
يَبِسَت فَوْقَ ثَغْرِهِ البَسْمَةُ الوَلْهى
وَجَفَّ البُغَامُ وَالتَّرْخِيمُ
خَضّبَتْ شَيْبةَ الحُسَيْنِ دِمَاهُ
وَهْوَ فِي لُجَّةِ الخِضَابِ يَعُومُ
@@@
يَا لَصَبْر الحُسَيْنِ لَوْ قُدَّ مِنْ صُمٍّ
صِلابٍ لَفَتَّتَهُ الهُمُومُ
يَا لَقَلْبِ الْحُسَينِ قَسَّمَهُ السَّهْمُ
فأورى المحبّة التَّقْسِيمُ
ثُلُثاهُ مُوَلّةٌ بِالمنَاجَاةِ
شَغُوفٌ، وَثُلْثُهُ مَخْرُومُ
يَا لَرأْسِ الحُسَيْنِ عَينٌ إِلى الله
وَعَينٌ عَلَى السَّبايَا تَحُومُ
يَا لَجِسْمِ الحُسَين لَمْ يَبقَ عُضْوٌ
مِنْهُ إِلاّ مُجَزَّءٌ مَكْلُومُ
يَا لَنصْرِ الحُسَينِ لَمْ يَقْضِ إِلاّ
وَسِوَاهُ المُجَنْدَلُ المَهْزُومُ
|