في عالمنا المضطرب اليوم صراع محموم بين الحقوق والمصالح أي بين ارادة الجماهير واطماع المحتلين، هذا الاتجاه هو ما سوف تستقر عليه الحال خلال الايام القادمة وقد تتجاوز بمداها العقدين من الزمن يعني ان المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام سوف يسوده الاضطراب ويحكمه عدم الاستقرار بفعل هذا الصراع.

لكن لو تركت الشعوب وأقدارها من غير تدخّل كما يحصل الآن في دول الاحتجاجات الساخنة لاستطاعت الشعوب ان تتفاهم وتتفهم أوضاعها وتتعامل مع قدرها بأمكاناتها التي سوف تحيط بالاستبداد والدكتاتورية.

أمّا ان يتدخل الغرب بقواه العسكرية والاعلامية وسياساته غير المبتـنية على قيم العدل واحترام السيادة فأنّها ستجرّ الويلات على هذه الشعوب المتطلعة لحقها في الحياة والمطالبة بحقوقها المشروعة.

انّ التحالف الغربي الذي دخل افغانستان منذ اكثر من عشرين عاماً لما يخرج منها بعدُ بل دمّر فيها الحياة وأفقر أهلها وأشاع فيها العدوان والفرقة وسوف لا تستقر ولا يعود خيراتها على أهلها ما دام فيها محتل واحد، ولو بعد عشرين عاماً، هكذا قدر العراق أيضاً مرَّ عليه اكثر من ثمان سنوات ولما يخرج منه الاحتلال بعد ان دمر ونهب ثروات هذا البلد الغني وسوف لا يستقر ولا تعود خيراته على أهله مثل ما فعلوا في افغانستان. واليوم دول الحراك العربي وانتفاضات الجماهير فقد دخلوا عليها وشوهوا كل جميل حتى الانتفاضات عبثت بها يد المحتلين فهناك ناتو يضرب وهنا امريكي هائج وآخر متحالف معه يبطش وعملاء يعبثون في كل مكان ورغم هذا وذاك لا زالت أصوات سيئة تنادي بالتدخل العسكري في بلدانها، انه ليس الحل الأمثل ولابد ان نعتبر بالتجارب التي سبقت والآثار المؤلمة التي تركها التدخل الاجنبي في بلداننا. ولا يكابر أحد وان كابر لا يمكنه مواجهة الجماهير بمنطق المكابرة والانخداع بالمحتل.

مشكلتنا اليوم السيادة والصبر والثبات او الاستسلام والضعف واستقدام الاجنبي لنهب الثروات واشاعة القتل والدمار.

مركز دراسات جنوب العراق

16/10/2011

Southiraq93@hotmail.com