• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأعلام في وزارة التربية استراتيجية متعثرة .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

الأعلام في وزارة التربية استراتيجية متعثرة

المعروف في زمن الانتشار السريع أن الأعلام حقيقة علمية وأيدلوجية تتحكم بكل الفعاليات وتتخذ مسارات البناء والمراقبة والتوعية وهو يشكل حلقة الوصل وإظهار الآراء بين الطبقات الفقيرة التي ينعدم إيصال صوتها ومقترحاتها إلى المسؤولين فهو عبارة عن عملية يتم من خلالها نقل المعلومات والأخبار بصدق وأمانة ويتطلب النزاهة والحيادية والصراحة لمخاطبة العقول للارتقاء بمستوى الوعي, وكذلك يعتبر الأعلام الأسلوب الأمثل والسبيل الذي يوصلنا بالمسير إلى الهدف بأقصر الطرق واقل المتاعب , واليوم لا يتغافل أي بلد على وجه الكرة الأرضية إلا والإعلام يشكل القوى الأساسية والرئيسية له كي يحميه ويصونه من الآفات الخارجية , ما نحن بصدده أن وزارة التربية تعتبر من الوزارات الكبيرة وتشغل مساحة واسعة متمثلة بمشاركة الأسر العراقية ولا تخلوا من تواجد احد إفرادها بتلك الوزارة فنرى جميع الأسر العراقية حينما تعلن النتائج كيف تحدث الضجة والانشغال والضغط وتكون أثارها واضحة على مستوى علاقة الأسرة مع المدرسة وانسجاما مع التطورات الميدانية  فتفرح اسر وتحزن اخرى كلاً حسب استحقاقه وما يبذل من جهد متميز  , في الوقت الذي نرى أن أعلام وزارة التربية منذ بداية كل عام لايتعامل مع بدء الدوام الرسمي على اعتبار انه تظاهرة علمية وثقافية وتربوية لها انعكاسات ايجابية وتشجيعية , حتى لم يكلف مدير الأعلام في وزارة التربية نفسه او ممن بمسؤوليته بتوزيع إرشادات وطبع بوسترات ترسل إلى جميع مدارس العراق ومتابعتها والأشراف عليها ترحب ببداية السنة الدراسية الجديدة  وتشجعهم على أن الطريق لهم موسم بالورود , ولم نسمع أن هنالك توجيهات وترحيب أيضا للهيئات التدريسية , كما انتشرت أمراض كثيرة ولم يصلنا من الأعلام أي لوحة أو رسوم إرشادية تحذيرية عكس مايقوم به أعلام وزارة الصحة بتفقده وتسليم المدارس بوسترات وإرشادات صحية  تبين للطلاب بعض الأمور  فهذا معطل وأتصور إن هنالك فجوة كبيرة جدا بين أعلام الوزارة والمدارس في عموم العراق , من خلال قضايا كثيرة , وكأنما المعلم أو المدرس هو عبارة عن جماد تتعامل معه الكتب والسياقات الرسمية انتهى الدوام بتاريخ كذا وبدأ الدوام بتاريخ كذا , متناسيا أن المعلم والمدرس هو أول من باشر في ظرف كانت جميع الدوائر معطلة والعمليات الإرهابية منتشرة في كل مكان , ولكن مسؤوليته الشرعية جعلته يتحدى  كل المصاعب في أوقات حرجة, في احد اللقأت التلفزيونية أطلّ علينا مدير أعلام وزارة التربية قائلا :  أن المعلم تقاضى في السابق راتب ثلاث ألاف دينار واليوم مئات الألوف وهذه النبرة والتصريحات عدائية ولم تصب في مصلحة المعلم والعملية التربوية في الوقت الذي تجاهل من كان في العملية السياسية يتقاضى مبلغا ضئيلا واليوم راتبه تخطى ارقاما خيالية وهو واحد منهم , أنا من المتابعين للمؤسسة التعليمية ولكني لم أرى غير بوسترات تأتي بين فترة وأخرى طويلة جدا تتحدث عن الدروس الخصوصية ,وكأنما شغل وزارة التربية والعملية التربوية فقط تلك الدروس مع أني كتبت عدة مواضيع وتحقيقات في نفس الموضوع انسجاما مع معاناة الناس وما يبذله رب الأسرة  في صرف أموال على هذه الظاهرة الخطيرة , كان في السابق وبإمكانيات بسيطة يعمل الإعلام المركزي في وزارة التربية الكثير من الممارسات الإعلامية  وهي تحث الطلبة والمدرسين على الإرشادات والتثقيف وتوزيع بعض النشرات والكتب حول التعليم , وكان الأعلام واضح في إيصال أفكاره عن طريق التلفزيون  ويحتل قسم الإعلام مكانة كبيرة , اليوم وحين ما تسأل أي مسؤول في أعلام الوزارة يقول لك أن التخصيصات المالية غير كافية على تحركنا وطبع ما يشجع لتسليط الضوء على الكثير من الجوانب الايجابية التي غيبت ولم يذكرها الأعلام خلال السنتين الماضية , مع العلم أن أعلام وزارة التربية لايبدي تعاونا في تعامله مع الكثير من الصحفيين والإعلاميين  بتشجيع الأخوة العاملين في حقل الصحافة بإجراء لقأت أو برامج تكشف من خلالها مستوى الفساد وحجم التطور , في الحقيقة وبصراحة أن إعلام الوزارة يفتقد إلى الإستراتيجية ووضع الأيدلوجيات ولم يحرك ساكنا مع حالة التطور الذي يشهدها العالم ولا يبدو لي ان هنالك عملا اعلاميا كبيرا يتناسب مع حالة التحسن الملموس في وزارة التربية   .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10443
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15