في هذه الأيام يقام الأسبوع الثقافي العراقي الثاني في صربيا, وجميلا أن يقام مثل هذه النشاطات والاحتفالات التي يكون العراق راعيا لها راعيا للثقافة والفن والموسيقى من اجل توصيل فكرة بان العراق رغم الظروف التي تمر عليه ورغم جميع المفخخات والاغتيالات فهم أصحاب ذوق رفيع ويحبون أن يعيشون بسلام ورغم ما تتناوله وسائل الأعلام عن الأنفجارات والإرهاب وعن سوء الخدمات وعن الفساد الإداري والمالي وكل ما يحدث من تلك الأمور, يجب إن يكون الاسبوع ثقافي عراقي بدون إن تشوبه أي أمور أخرى لكن الأمور ليس كما يعلن عنها الآن فكما هو متعارف عليه أن يقام هذا الأسبوع الثقافي في المراكز المخصصة للثقافة والفن ففي جميع الدول نرى مثل هذه المهرجانات تقام بالأماكن المخصصة لها لا إن تقام في البيت العسكري الصربي, ولكننا كعراقيين نبقى مختلفين في كل الأمور حيث المحسوبية والمصالح الشخصية والمنافع تتصدر قائمة عملنا وتقديم مصلحتنا على مصلحة بلد وجالية بأكملها هذا هو الفساد بعينه فنحن كعراقيين نقيم مهرجاننا الثقافي في دور العسكر لأننا بلد عسكري علمنا النظام البائد على هذا الأمر الذي ننتظر الفرج للخلاص من هذه الأفكار المريضة.
ويوجد في الأمر شئ حسب تحليل الامور في ما يدور هناك , التحليل الأول: يرجع السبب في أقامة هذا المهرجان في البيت العسكري لأن وزير الثقافة العراقي كان وزير للدفاع سابقا, أما التحليل الثاني : يعود سببه كما يتناوله الناس البسطاء جدا بان التعاون العسكري المشترك ما بين البلدين يوجب علينا أقامة المهرجان الثقافي في البيت العسكري مع العلم انه المكان بدون مقابل أي لا يدفع أي مبلغ من المال لتأجير .
ولكن السؤال المحير والموجه إلى العراقيين ما هو مقابل تلك الخدمات المجانية؟
وهل إن هناك شيء مجاني بدون مقابل؟
والجواب على هذا أن كل إنسان بسيط يعرف ذلك بأن لا يوجد شيء مجاني إلا سفارتنا في بلغراد لا تعرف ذلك بل تعرف ولكنها غضت الإبصار عن هذا الأمر الذي يدخلنا في أمور أخرى .
أن السفارة العراقية في بلغراد ومنذ افتتاحها ولحد هذا اليوم لم تحرك ساكن لفتح ملفات الفساد المالي والإداري والتحقيق في أمور جرت كثيرة وعلى مرأى ومسمع الجميع فكل عراقي مغترب في بلغراد يعرف ما يدور هناك وكيف تكون الأمور ووزارة خارجيتنا ما زالت لا تعلم أو بالأصح تعلم وتغمض أعينها والأسباب لا تعرف لماذا سياسة الخارجية بهذا الشكل؟ لماذا فوق هم الغربة نزداد هموما أخرى ومن قبل سفارتنا التي تحمل اسم بلدنا, لا نريد أن ندخل في باقي الأمور ونتكلم عن تلك الصفقات التي كشفت عليها لجنة النزاهة في البرلمان العراقي ولا على تلك العقود التي قام بها الصنديد البطل (موحان الفريجي) والذي ابعد أخيرا من وزارة الدفاع بسبب نفس الشئ الذي يهرب السياسي ويترك عمله ويعود الى دياره المقدسة.
أننا من هذا المنبر الكريم نوجه رسالة مفتوحة إلى كل الشرفاء وأصحاب القرار أن مواجهة الفساد المالي والأداري يبدأ في سفارة العراق لأنها تعتبر حواضن الأولية للفساد الأداري والمالي لتلك العقود التي تبرم في الخارج وكما يقال بان (الحمى تاتي من الرجلين) فيجب علينا معالجتها حتى لانعيش ابدا الدهر نحمل الفيروس.
أن سفارات الخارج لا تعمل على اسس وضوابط وأنما تعمل من اجل المصالح الخاصة وعلى هذا المبدء نرى أن اقارب موظفي السفارة قد ملئت السفارات وكذلك الجنسيات العربية وبعيدا كل البعد عن العراقين الشرفاء ففي كل سفارة نجد الاجنبي والعربي مرحب به والعراقي مبعد عنها.
أن هذه المبادء ليس بجديده عنا وهذا يذكرنا بنظام صدام الذي كان ينص ألاجنبي أولا والعربي ثانيا أما أبن الخايبة فهو ثالثا, وأنا اتسائل الى متى نبقى مواطنين من الدرجة الثالثة في بلدنا وفي خارجه؟
Hamed_hibeeb@yahoo.com |