• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يوم الغدير، وختام الرسالة .
                          • الكاتب : امجد العسكري .

يوم الغدير، وختام الرسالة

 سار يتخطى الرقاب، وعيناه تتفحص الوجوه، مبتغاه كان  اكمال رسالته، فتصفح قلوب المسلمين، فرى للمبغضين قلوبا قد تفحمت حسدا،وللمحبين قلوبا قد تهللت فرحا، سار والملائكة يسيرون خلفه، وعين الله تبصر مافي المضمون، والخالق عالم بما يكتمون، خطواته كانت تنذرافئدة المنافقين بأن ايامهم باتت معدودة، وحقيقة حقدهم صارت مكشوفة، فباطن القران الكريم قد اعلن ما يسرون، وعلى الرسول ان يظهر مايخبئون تحت اسلامهم الواهي، فالاصنام لاتزال قائمة في نفسوهم، كل خطواته كانت بسم الله، وانفاسه الحمدلله، ومايعلمه في قادم ايام حسبنا الله،

 

على صرحا ليس كصرح نمرود، وطوفان المسلمين ليس كطوفان نوح، ارتفع صوته، ورفع يده فظهر بياض ابطه، ماسكا بيده الصراط المستقيم،وفي كلماته الجنة والنعيم، فقال والمسلمين في كلامه مذعنين منصتين، هذا "يس"، هذا "نٓ ومايسطرون، هذا مني بمنزلة موسى وهارون، اناوهو من شجرة وانتم من شجرا مختلفون، هذا باب العلم، هذا المتصدقون وهم راكعون، هذا بيان الدين، هذا "علي وانت تعرفون، من بعدي بحبهيعرف المنافقون، وببغضه يتميز الطيبون والخبثيون،

 

اكمل والمؤلفة قلوبهم مضطربة، فكلمات الرسول كانت ملهمة، وعلى تفسيرها كانت العلماء متفقه، فمن كنت مولاه فها هو مولاه، اللهم عادي منعاده، واخذل من خذل حكم الله، بحبه تثاب النفوس وتعاقب، وبولايته لن تظلوا بعدي ابدا، ( بخ بخ لك ياعلي) قالها المستبشرين فقد عرفوا انلارسول بعد الرسول ولا امير بعد "علي"، (بخ بخ لك ياعلي) تمتم بها اولئك الذين لم يتغلل الايمان الى قلوبهم، فزادهم يوم الغدير كفرا الىكفرهم،

 

وصفه الرسول بالقران الناطق، وذكر فيه من الفضل ما مالم يذكر به احد من خلق الخالق، فقد علم المسلمين مشربهم، وان "عليا" خلف لرسولهم،بعد ان اخذ الله العهد منهم لبيعة "علي" وعلم كل حجر ومدر انهم اقروا بالبيعة، وان عليا صوت الحق، ورافع راية الهدى، لم تطب نفسوهم ولمتنطفئ قناديل بغضهم، منذ غدير خم والمتآمرين على صهر الرسول، وبعل الزهراء البتول، قد وضعوا خطة الانقلاب، وكسر عصا المسلمين،هناك قد رسموا خارطة الانشقاق، وانتظروا يوم نقض الميثاق،

 

دُفنت معالمهم كما دفن كفرهم، زرعوا بذور التفرقة، وغرسوا بدع الانشطار، فدون التاريخ سوء افعالهم، وتناقلت الاجيال قبح نواياهم، فيقبورهم حيث اقامت عليهم الديدان، و"علياً" صرحا تلوذ بقبلته النائبات، يستهويني قول الشاعر "عبدالحسين الاميني"  في ختام قصيدته:

 

فقالت: اكل الذي قد قلت في رجل

فقلت: كل الذي قد قلت في رجلِ

قالت: فمن هو هذا الفرد سمه لنا؟

فقلت ذلك امير المؤمنين علي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=103882
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13