• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : رحلة إلى الغدير .
                          • الكاتب : د . عبد الهادي الحكيم .

رحلة إلى الغدير

سابَقتْني إِلى الغَدير النُخَيْلاتُ
وَسَارَتْ خَلفِيْ الرُّبا والحُقُولُ

وَإلى جَانِبيْ العَصَافيرُ وَالأَطْيارُ
وَالشَّدْوُ وَالغِنا والهَدِيلُ

والفَراشاتُ مِنْ هُيامٍ سُكَارى
وَالغَزَالاتُ مِنْ دَلالٍ تَميلُ

فَرحٌ في الغَدِيرِ، فَالْكَوْنُ نَشْوانٌ
وَماءُ الغَديرِ حُبَّاً يَسيلُ

وحُشودٌ كَما أرَى تَتَوالى
وحُدُوجٌ كَما أَرَى تَسْتَطيلُ

ثمَّ نَادَى بِنا المُناديُ أنْ عُودُوا..؟
وَقَدْ عَجَّ بِالحَجيجِ الرَّحيلُ

لِمَنْ الجَمعُ مَنكِبٌ يَزْحمُ المنكِبَ
شَدَّ الرَّعيلَ منهُ الرَّعيلُ

يَتَلَوَّى وَاللَّفحُ كَاوٍ وَنارُ
الشَّمسِ تَشْوي وجوهَنا وَالغلِيلُ

لِمَ هذا الحَشْدُ الذي أَيْقظَ الماءَ
وَغَصَّتْ بِهِ الرُّبا والسُّهولُ..؟

نَتَحَرَّى، تَشِي بِنا خَلَجَاتُ
النَّفسِ طُرّاً والظَنُّ والتَّخييلُ

وسُؤالٌ يُلِحُّ إِثْر سُؤالٍ
وَجَوابٌ مَعلَّقٌ مَجْهولُ

أَمْسِ كُنّا مَعاً، وكنّا صَباحاً
فَلِماذا؟ .. وَضَاقَ بِيْ التَّعليلُ

وَإذا بِالنَّبيِّ يَطْلعُ كَالبَدْر
عَلَيه مِنَ السَنَا إِكْليلُ

يَرْتقي رَافعاً "بِضَبْعِ عَليٍ
مِنْبراً مِن حُدُوجِها" وَيقولُ

أَيُّها المسْلِمونَ ... وافْتَرَّ ثَغْرٌ
بَاسِمٌ، سَاحرُ البيانِ جَميلُ

أَيُّها المسْلِمونَ ... وَانثالَ عِطْرٌ
وحَنَتْ غَيْمَةٌ وطَابَ مَقيلُ

أَوَلَسْتُمْ تَدْرونَ أَنِّيَ "أَوْلى
بِكُمُ" مِنكُمُ..؟ وَأَنِّي الرَّسُولُ..؟

أَيُّها المسْلِمونَ ... "مَنْ كُنْتُ مَولاهُ
فَهذا مَوْلاهُ"، وَهْوَ الدَّليلُ

هُوَ بَعديْ خَلِيفةُ اللهِ في الأَرضِ
عَلَيكُمْ، وظِلُّهُ المُستطيلُ

يَومَها هَنَّأَ الحُضورُ عَلياً
وتعالى التكبير والتهليل

ثُم سَارتْ منْ بعدِ ذلك عَرْجاءَ
فَأَودَى بالفاضِلِ المفْضولُ

وَجَرَى مَا جَرَى فَعانَتْ فُروعٌ
مُنْذُ أَلْفٍ مِمَّا جَنَتْهُ الأُصولُ

         *

أَيُّها الغَائِبُ المُرَجَّى لحِكْمِ
الأَرضِ طُراً، والسَّيِّدُ المَأْمولُ

"يا ابْنَ بِنْتِ النَّبيِّ ضَيَّعَتِ العَهْدَ
رِجَالٌ، والحَافِظون قَليلُ"* 

غَيرَ أنَّا دَوماً عَلى العَهْدِ بَاقون
وقَدْ هَدَّنا الغِيابُ الطَّويلُ

قَرَبَتْنَا إِلى لِقاكَ أَمَانِينا
فَهَلاَّ إِلى لِقَاكَ سَبيلُ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=103475
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14