• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : شرحبيل بن وداعة .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

شرحبيل بن وداعة

 للمواقف عقول تروي حكمة الدهور دون النظر الى نتيجة الموقف اوحجم تضحياته، وبهذا الحساب أكون انا الذي انقذت النصارى من نيران مباهلة كادت تقضي عليهم الى ابد الابدين ، امهلني فرصة كي اروي لك ما حدث ،ارسل علي أبو حارثة وهو اسقف نجران وكبيرها ، :ـ ما الذي تريده مني ؟ :ـ اريد ان استأنس برأيك يا شرحبيل بن وداعة ونحن نعيش لحظات لابد للعقل من حضور وانت عقل نجران الذي به نستنير ، :ـ ما الذي جرى يا أبا حارثة ؟ :ـ قدمت على محمد بثلاثين من النصارى فسألته «يا محمد، ما تقول في السيد المسيح؟ فقال :ـ «عبد الله اصطفاه وانتجبه، :ـ «أتعرف له يا محمد أبا ولده»؟ فقال :ـ «لم يكن عن نكاح فيكون له والد»، قلت:ـ «فكيف قلت إنه عبد مخلوق، وأنت لم تر عبدا مخلوقا إلا عن نكاح وله والد»؟ وقال حينها :ـ أنزل الله تعالى: «إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) لاحظت ان أبا الحارثة حيران بالامر بل احسسته مرعوبا لايقدر على إتيان حرف ،قلت له :ـ اتعرف ماذا يعني هذا يا أبا حارثة؟ :ـ ماذا تعني يا شرحبيل ؟..اشحذ همة عقلك وانر خفايا الموقف ، :ـ يعني ان صراعنا وصل الى طريق مسدود ، فلهذا اختار محمد اسلوبا آخر للحوار ، ليس فيه مجاملة ،ولا مداهنة فاختاروا اليوم الموعود ولاتتصرفوا الا بمشورتي ،وبقيت اترقب كل حركة افسرها بمنطق العقل، الموعد قريب لقد اختاروا يوم 24 من شهر ذي الحجة ليكون هو يوم الفصل ـ موعد المباهلة ـ اصحو لكل فكر قبل ان تنفجر براكين الأرض ، الابصار ترقبني وانا ارقبه هو فارى ثغرا باسما وجبين مشرقا ووجه اغر ، يشع من وجهه النور ، يا اهل نجران دعوني انصحكم وانا شرحبيل بن وداعة فاسمعوني ، انتم امام قضية وجود ،ولا وجود لكم بعدها ،فان باهلكم باهل بيته خاصة فلا تباهلونه لأنه لايقدم على اهل بيته الا وهو صادق ، فما تقول يا أسقف نجران ؟ :ـ اعتقد انه سيخرج معه المباهلة ، اهل الكبر والشدة من اتباعه واهل الغنى والمال والثروة من أصحابه ، قلت :ـ لا تستعجل الحكم يا اسقف نجران وتمهل ، قفوا يا اهل نجران وتماسكوا فانه خرج يحتضن الحسين ويمسك بيمناه الحسن وخلفه بضعته الزهراء مغشاة بملاءة من نور الله، وهذا علي يمشي خلفها باهر الجلال، يرتدي بردة من مهابة الله.أقسم يا أهل نجران ان هذا الرجل نبي .. اجابني الاسقف مرعوبا :ـ أرى وجوها لو سأل الله بها أحدا ليزيل أحدا من مكانه لأزال ، صحت :ـ مالكم ياقوم افلا تنظرون محمدا رافعاً يديه ينظر ما تجيبون به وحق المسيح إذا نطق بكلمة لا نرجع إلى أهل ولا إلى مال، ألا تنظرون إلى الشمس قد تغير لونها، والأفق تنجع فيه السحب الداكنة، والريح تهب سوداء وحمراء، وهذه الجبال يتصاعد منها الدخان، لقد أطل علينا العذاب.. خرجت انادي :ـ نعطيك الرضا فأعفنا عن المباهلة، أخذت قومي وانصرفت حفاظا على هذه الامة من الزوال ،انصرفت بهم للسلامة والخلاص من نهاية اكيدة ، جلست بين قومي احدثهم بامور العقل واشرح لهم بعض الأمور التي تخفى عليهم ....اكتشفت لحظتها ان تعيين شخصيات المباهلة هو اختيار الهي ، :ت لو علم الله تعالى في الأرض اكرم منهم لأمرني ان اباهل بهم ، واعلموا ان نفس محمد هو علي واختصر المباهلة على أهل بيته ليقول لنا بانه باق بهم الدين وليبين لأهل دينه لطيف مكانتهم وقرب منزلتهم من الله ، واعلموا لو استوعبتم هذا الدرس بقيتم والا لاتقوم لكم قائمة وقولوا قالها شرحبيل بن وداعة الانصاري




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=103437
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13