• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جلالتُه لا يفي بها قلمٌ، ولا يحيطُ بها رقمٌ مسلم بن عقيل بن أبي طالب (عليهم السّلام) .
                          • الكاتب : مرتضى المشهدي .

جلالتُه لا يفي بها قلمٌ، ولا يحيطُ بها رقمٌ مسلم بن عقيل بن أبي طالب (عليهم السّلام)

 قال الشّيخ الصّدوق: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رحمه الله)، قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن زيد، قال: حدّثنا أبو أحمد محمّد بن زياد، قال: حدثنا زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: قال عليٌّ (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): 

« يا رسولَ الله، إنّك لتحبّ عقيلاً؟ قال: إي والله، إنّي لأحبّه حبّين: حباً له، وحباً لحبّ أبي طالب له، وإنّ ولدَه لمقتول في محبّة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون. ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي »[1].

قلت: لا يخفى دلالة هذا النصّ على جلالة مسلم بن عقيل (عليه السّلام) وعظم شأنه، ورفعة درجته، فإنّ النبيَّ (صلى الله عليه وآله) اعتبره من عترته، وبكى عليه حتّى جرت دموعه على صدره، وخصَّه بأنّه مقتول في حبّ سيّد الشّهداء (عليه السّلام).

وقد ورد في رسالة سيّد الشّهداء (عليه السّلام) إلى أهل الكوفة: « وأنا باعثٌ إليكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل »[2].

قال السيّد التستريّ: (ذكر في كتاب ابن داود: تلقّى من البلايا والمحن في حبِّ الحسين ما هو معروف مشهور)[3].

وقد قال المحقِّق المامقانيّ: (وهو سيّد السّعداء، وأوّل الشّهداء، وسفير سيّد الشّهداء (عليه السّلام) إلى أهل الكوفة، وجلالته لا يفي بها قلم، ولا يحيط بها رقم.. وأقول: كونه في أعلى درجات العدالة والثقة ممّا لا يرتاب فيه ذو مسكة، كيف، وإرسال الحسين (عليه السّلام) إيّاه سفيراً من أعظم البراهين على ثقته وعدالته)[4].

وقال المحقِّق الخوئيّ: (فإنّ كون مسلم بن عقيل من أصحاب الحسين (عليه السلام) وسفيراً إلى أهل الكوفة وأول مستشهد في سبيله أظهرُ من الشمس، وكيف كان، فجلالة مسلم بن عقيل وعظمته فوق ما تحويه عبارة، فقد كان بصفين في ميمنة أمير المؤمنين (عليه السلام) مع الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر)[5].

وقال الشّيخ الدربنديّ: (إنّ لمسلم مقامات كريمة ومناقب سنيّة، لا يسعها الطّوامير والطّروس الطّوال، وكيف لا، فالعِرق صحيح والمنشأ كريم، والشّأن عظيم والعمل جسيم، والعلم كثير والشأن عجيب، واللسان خطيب والصّدر رحيب، فأخلاقه وفق أعراقه، وحديثه يشهد لقديمه، فقول الإمام (عليه السّلام) في شأنه يكشف عن كونه في غارب السّنام، من ذروة الشّرف من المكارم والفواضل والنجدة والفضائل. فجوهرة ذاته القدّيسة، وخميرة طينته الطّاهرة، كانت أقرب الخميرات إلى عجينة الرّحمة، وطينة أهل بيت العصمة، فقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) كقوله ولده وريحانته وليّ الله وابن وليّه في شأن مسلم بن عقيل يفيد أصولاً إيمانيّة وضوابط إيقانيّة. فمنها: أنّ درجته دون درجة أهل العصمة، وفوق درجات غيرهم من أصحاب المقامات الجليّة والدّرجات العليّة. ومنها: أنّ البكاء عليه من لوازم الإيمان وخواصّ الإيقان. ومنها: أنّه قد بكى عليه جميع أهل السّماوات وحملة عرش الرّحمان. ومنها: أنّ شأنه من بين حواريي سيّد الشّهداء، كان كشأن أبي الفضل العبّاس وعليّ الأكبر والقاسم، أي: من جهة التأييد والتسديد والعصمة على وجهٍ، ومن وجه شدّة الإيقان...)[6].

 

___________________

[1] الأمالي، ص191، م28، ح3ـ200.

[2] مناقب آل أبي طالب، ج3، ص242ـ243؛ روضة الواعظين، ص173.

[3] مجالس المؤمنين ـ معرَّب ـ، ج1، ص362.

[4] تنقيح المقال ـ حجري ـ، ج3، ص214، ت11779.

[5] معجم رجال الحديث، ج19، ص165ـ166، ت12362.

[6] إكسير العبادات في أسرار الشهادات، ج2، ص88.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=103147
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13