يروى من جملة من " مشيجيخات اهلنا " ان مجموعة من الزوار - من الجنوب - كانوا في طريقهم لﻻمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه في زيارة اﻻربعين ومعهم شيخ مرشد يوجههم الى جملة من اﻻحكام الشرعية واﻻمور الدينية بما يتناسب مع مدركاتهم ، وكانت حالتهم رثة وهيئتهم وثقافتهم متواضعة ، فحلوا ضيوفا على احد " المثقفين " فدار حديث بينه وبين الشيخ وتناولا مواضيعا ومباحث ذات مضامين ، فتسائل المضيف مستغربا : كيف ترافق مثل هؤﻻء الهمج وانت انت ؟ فإستغفر الشيخ وقال : ﻻ والله ما هم كذلك ، بل هم في اعلى درجات العلم والمعرفة ، وسأبين لك ذلك عمليا ، فوجه الشيخ اﻻسماع اليه وحمد الله واثنى عليه وذكر جملة من ثواب عملهم وسعيهم ثم قال : لقد لقيتم ما لقيتم من مشقة وتعب وقد رخص لكم الشرع ووضع عنكم صﻻة العشائين هذه الليلة ، فخذوا قسطكم من الراحة وﻻجناح عليكم ، يغفر الله لكم ، فأثنوا عليه ايما ثناء وجزوه خيرا ، فتعجب المضيف وانكر على الشيخ مقالته ، فسأله الشيخ الصبر ، وبعد ان اخذوا قسطهم وجه الشيخ اسماعهم اليه وذكر شطرا من ثواب زيارة ابي عبد الله ع - فما كان له ان يكون سببا في خروج وقت العشائين عن اﻻداء - فحثهم عل الصﻻة مدعيا انها وان كانت غير واجبة بحقهم لكن لهم فيها اجر وثواب عظيم فلما توجهوا لها قال مستدركا : نسيت ان اقول لكم ان الصﻻة بما انها مستحبة فيكفيكم - لﻻختصار - ان تحذفوا من اقامتها " اشهد ان عليا ولي الله " فالتفت بعضهم الى بعض ثم الى الشيخ ثم وثبوا وتناولوه ضربا حتى طرحوه ارضا منكرين عليه : " ولك ك... ابن .. " وهل تساوي الصﻻة دون علي ابن ابي طالب فلسا ؟!!
لله درهم وهنيئاً لهم هذا الوﻻء وهذا العلم والمعرفة بأمير المؤمنين ع .
وعجبا عجبا لمن يدعي العلم واﻻنتماء لمدرسة اهل البيت ع واﻻسﻻم كيف يلعن من قال " اشهد ان عليا ولي الله " !
لم يفرغ كمال الحيدري من مليء ﻻئحة اتهام موروثنا الروائي باﻻسرائيليات ، حتى بدأ بﻻئحة اتهام الموروث بروايات الغلو ، حتى عد كلمة " اشهد ان عليا ولي الله " مصداقا للمغاﻻة وجعلنا من المستحقين للطرد من رحمة لله لقولنا بها .
وقد استدل " مسيلمة الكذاب " بما ذكره الشيخ الصدوق ره في " من ﻻيحضره الفقيه " عن اﻻذان - بعد ان ذكر فصوله - ان هذا هو اﻻذان الصحيح دون زيادة او نقصان وان المفوضة لعنهم الله وضعوا في الزيادة روايات .. فقال كمال الحيدري : ان الصدوق يلعن من قال " اشهد ان عليا ولي الله " فقول الشيخ ما لم يقل .
اقول وحسبي الله :
اوﻻ : ان الشيخ الصدوق لعن المفوضة ﻷنهم وضعوا روايات مكذوبة .
وثانيا : ان كمال الحيدري ﻻيقر باﻻخذ عن الصدوق وﻻغيره من علمائنا المتقدمين وﻻ المتأخرين حتى قال : " انا ﻻ اعترف وﻻ احترم اي احد من العلماء وﻻ اعترف حتى بأصحاب اﻻئمة ع " وله حلقات في الطعن على الشيخ المفيد والكليني والطوسي ره حتى وصفه حالفا " والعباس الشيخ الطوسي ما يفتهم "
لكن الحيدري في هذا الموضوع جعل من الشيخ - الصدوق - مصدرا مهما ﻻنه وجد من ظاهر عبارته ما يمكن المغالطة والتدليس فيه .
ثالثا : في الوقت الذي يجيز فيه الحيدري اختيار التعبد بجميع المذاهب واﻻديان والملل والنحل واﻻفكار والمعتقدات حتى الشركية واﻻلحادية ويبشرهم بالجنة ، يلعن من قال " اشهد ان عليا ولي الله " اي يطرده من رحمة الله ويتوعده بالنار !! .
اما آن لك ان تستحي من المغالطات والتدليس والكذب واﻻفتراء والتناقض ، لقد اشترطت لجواز التعبد بأي شيء ان يكون بدليل ، اما يكفي ما ساقه علمائنا من ادله على مشروعية الشهادة الثالثة وانها من مميزات وشعائر المذهب واننا نأتي بها ﻻ بعنوان الجزئية بل بعنوان التبعية للشهادة الثانية والقول المطلق المطابق للواقع افﻻ تعتقد انت حقا ان علي ولي الله ، ﻻ والله ﻻ تعتقد ، ان افترائك وتناقضك وكيلك بمكايل عدة لينبيء بمضمر دنيء باعثه اﻻنسﻻخ عن ايات الله او الدراهم المعدودة .
|