• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مهرةُ البراري ... إلى الزجالة المغربية حياة كعبوش .
                          • الكاتب : محمد الهجابي .

مهرةُ البراري ... إلى الزجالة المغربية حياة كعبوش

يرتادُ جرمُها فسحةَ الصهوات،
وكمُهرة المرابع يجمَح،
منْ غير رسْنٍ،
ولا سرْجٍ،
ولا راكبٍ،
سوى منْ نيزكٍ قُدّ منْ جَمْر الدّم،
يقدحُ بيْن الخطوة والأخرى،
أصداءَ للأزمنة الأولى،
كما لو يسابقُ مظانّ اللسان
إلى مطارح الرّيح،
حيثُ لا أثرَ للأثر،
سوى الطروسُ،
وسوى منْ تنورٍ لإعادة صهرِ معادن الرّوح
سبائكَ للكلَم المنْظوم السائب.
يا للجَسد الأملود،
إذْ يصْطلي في حضرةِ الإنْشاد،
ويشتدّ إيقاعُه ويخفُت،
ويصعدُ ويهبط.
ها البخورُ تتضوّع،
ها الألوانُ السبعةُ تترادف،
ها المقاماتُ تتنوّع،
ها الجسدُ يضج،
وينزّ،
وينزف،
ويفْصد،
ويتبضّع،
لكأنّما هو محضُ مجازات،
ولكأنّ كلّ الوقت وقته،
ولهُ المداراتُ المضيئة،
ولهُ شهواتُ البراري،
وله عويلُ النجود.
وكأنّ لا شيءَ بات ينازعُه
محرابَ الانفلات،
غيرَ ترصيعات ألفاظٍ بها يشْطح.
منْ يفكّ طلسمَ إشاراته،
إذا ما بالإشاراتِ تفرّد،
كيفَ تسعفُه أسكفاتُ الجفونِ الحرّى،
كيْ يقبسَ مفتاحَ سرّ المعابر،
إذا ما استحْكمَ ريتاجُها،
نحوَ صريفِ القلَم؟
كيفَ يُدوْزنُ أوتارَ مجرّته،
حتّى لا تزيغَ كواكبُه
عنْ هيكل شَعْباذ الافتتان؟
كيفَ يمهل المريدين القانتين السالكين
حتّى تنتظمَ منْهُمُ الأنفاسُ،
وقد أشعلَ في أركان وَدْفتِهم
حرائقَ الشهَقات؟
منْ يضبطُ الوزن لحظةً فقط،
بيْن زحمة الجسَد،
وبيْن اندلاقِ الكلمات،
ويقيمُ أودَ حياة نفوسٍ ولهى،
ويؤمّنها على نحوٍ ما،
وبترتيبٍ ما،
حتّى تستقيمَ لها طقوسَ الصلوات؟





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10153
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13