النص الذي ألقيته في مهرجان المربد العاشر
عَلَى وَجَعِ الْعِرَاقِ رَأَيْتُ أُمِّي
تُضَمِّدُ بِالْمَوَاوِيلِ الْجِرَاحا
...
وَتَغْسِلُ حُزْنَهَ بِطُقُوسِ شَيْخٍ
بِـ "يَا اللهُ" يَفْتَتِحُ الصَّبَاحا
...
وَتَغْزِلُ هُدْبَ "جَرْغَدِهَا" بِسَاطاً
مِنَ اللَّا شَيءِ يَبْتَكِرُ الرِّيَاحا
...
وَتَنْحَتُ مِنْ صَرِيرِ الْآهِ بَاباً
لِتَفْتَحَهُ إِذَا الْأَلَمُ اسْتَرَاحا
...
هِيَ الْأُمُّ الَّتي مُذْ مَسَّ فَاهَا
غَرَامُ الْأَرْضِ، تَرْجَمَهَا أُقَاحا
...
تَبَاشِيرُ الدِّيَارِ تَكُونُ أَحْلَى
إِذَا مَا صَوْتُهَا الْقُرَوِيُّ بَاحا
...
تُصَلِّي،... وَالنُّجُومُ...،
وَكُنْتُ أَدْرِي
بَسَجْدَتِهَا الثَّرَى يَفْتَرُّ وَاحا
...
وَمَا أَشْهَى: "صَبَاح الْخَيْر يمه"
إِذَا تَنّورُهَا بَالْخُبْزِ فَاحا
...
عَلَى وَجَعِ الْعِرَاقِ،
وَكُنْتُ أَرْنُو
لِأُمَّي، وَهْيَ تَحْمِلُهُ وِشَاحَا
...
يَقُولُ لَهَا وَقَدْ ضَمَّتْهُ خَوْفاً:
بِلَادُ الْحَرْفِ لَا تَخْشَى انْسِرَاحا
دَعي مَا قَالَ ذَاكَ،
وَقَالَ هَذَا
وَمَا كَتَمَ الزَّنِيمُ، وَمَا أَبَاحَا
...
فَلَا مَاءُ الْفُرَاتِ شَكَا انْحِسَاراً
وَلَيْسَ نَخِيلُ دِجْلَةَ مُسْتَبَاحَا
...
وَلَا الشَّلَالُ ضَاقَ بِهِ هَدِيرٌ
وَلَا الْبَرْدِيُّ وَسْطَ الْهورِ نَاحا
...
هُنَا نَقَشَ الزَّمَانُ رَقِيمَ طِينٍ
بِقَوْسٍ
مِنْهُ خَيْطُ الْفَجْرِ لَاحَا
...
هُنَا بَدَأَ الشَّرَاعُ يَحُوكُ ظِلَّاً
بِبِسْمِ اللهِ يَقْتَرِحُ الْجَنَاحَا
هُنَا كُوخٌ،
يُدَاعِبُ خِصْرَ أُنْثَى
بِرَاحَتِهَا يَصِيرُ التَّمْرُ رَاحَا
...
هُنَا إِيقَاعُ مِطْرَقَةٍ تُصَلِّي
بِحَضْرَةِ مِنْجَلٍ رَقَصَ انْشِرَاحا
...
هُنَا مَاءٌ، وَسُنْبُلَةٌ، وَطَيْرٌ
وَأُمِّي،
وَهْيَ تَعْتَنِقُ الْفَلَاحا
***
البصرة في كانون الثاني، 2013
|