الحب وحده كالزمن كلاهما يصعب وضع تعريف اخير لهما ، فأذا كانت مفاهيم الزمن قد ارتبطت بالمكان .. والمسافة .. و التعاقب .. والمرور ، فأن شيء ما في الزمن ما زال يمتلك مذاه الابعد والا ... لفقد الزمن لغزه وسره و دهشته و مداه هذا العجيب !
فالحب في هذا السياق هو الاخر يمتلك شيء ما غير هذا الذي جعل الحياة محتملة و تستحق هذا العناء و الشقاء والجهد .
انه اللغز الكامل في الحب و المتجدد لا عبر العصور و الاجيال و الحضارات و الاسفار فحسب ، بل ابعد من ذلك كله ، و الا لكفة ارادة الوجود عن صيرورتها !
انما و نحن في وطن كتب اول اسلافنا فيه اول قصيدة عشق في العالم في فجر الحضارات ، في سومر لا نأمل الا ان نجدد هذا اللغز : هذا الذي كان قد اجتاز اقصى الازمنة و عبر من الظلمات الى النور و من الخراب الى الحضارة و من القهر الى الحرية .
انه لا ينتهي بنهاية زمنه ولا يتوقف عند حد من الحدود ... فحبك يا وطني علامة تجمعت فيها علامات الوفاء و النبل و الطهر و الصدق و التضحية ... علامة اجتمعت فيها ارادة قهر المستحيلات في وطن يقهر العنف .. و الفساد .. والمفسدين .. و الاعداء و نحو وطن تزدهر فيه المحبة و يزدهر فيه الابداع .
الم اقل لكم اننا كلما تحدثنا عن وطننا ومحبته لا نمتلك الا ان نراهما اكثر اتساعا بالعشاق و من اي تصور ، فهما حقا يتجددان مع كل فجر و مع كل وفاء و مع كل نضرة لهذا الوطن العظيم .
فلا حياة اذاً ، بلا حب ولا حب اذاً الا و الوطن وقد غدا باقة ورودة للسلام والاستقرار .
|